كلمة اليوم

تعنت الانقلابيين والتلويح بالحسم

يبدو واضحا للعيان - رغم سلسلة المباحثات والمداولات التي تدور في الكويت حيال انهاء الأزمة اليمنية وتسويتها بطريقة سلمية - أن الحوثيين والمخلوع صالح يحاولون كسب الوقت لتحقيق مكاسب سياسية رغم ما يحدث من ازهاق أرواح بريئة في ساحات المعارك في تعز وغيرها من المحافظات اليمنية، ويخشى أن الأدوار الحثيثة المبذولة من ثماني عشرة دولة للوصول الى حل قد تبوء بفشل ذريع.ولعل من الملاحظ رغم تفاؤل المبعوث الدولي حول المساهمة الجادة لتلك الأطراف للمساعدة في الوصول الى التوافق المنشود، ورغم الجهود المبذولة في المفاوضات بغية التزام الجميع بالمرجعيات المتمثلة في مخرجات الحوار، والمتمثلة أيضا في المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، إلا أن مراوغات الحوثيين والمخلوع صالح أثناء عمليات التفاوض في الكويت تشير الى صعوبة الوصول الى حل عقلاني لإنهاء الأزمة.والقفزعلى الشرعية اليمنية والمقترحات المطروحة للخروج من الأزمة بسلام، ومحاولة طرح ضمانات للتسوية هي ممارسات حوثية لاهدف لها الا المماطلة والسعي الواضح لعدم التوصل لأي تقدم حقيقي للمشاكل المعلقة، وهذا يعني بصريح العبارة أن الانقلابيين لا يريدون التوصل الى حل عادل يفضي الى تسوية الأزمة القائمة، وانما يريدون اطالة أمدها وعدم الوصول بها الى بر الأمان.وتلك المراوغات والألاعيب المكشوفة التي يمارسها الحوثيون والمخلوع صالح في الكويت هي التي دفعت بالحكومة الشرعية اليمنية الى طلب الانسحاب النهائي من المشاورات التي وصفتها الحكومة بالعبثية، وهي كذلك بالفعل في ظل استمرار الحوثيين والمخلوع صالح باعتماد سياسة المماطلة والمراوغة والتسويف والتأجيل في مساع واضحة لكسب مزيد من الوقت من أجل ترتيب أوضاعهم الميدانية المتأزمة.وهذا يعني - فيما يعنيه - أن التلويح بالحسم العسكري مع الحوثيين هو السبيل الأمثل للتسوية، فالمشاورات والمحادثات كما يبدو لن تجدي نفعا مع الحوثيين والمخلوع صالح في ضوء رغبتهم في كسب الوقت وترتيب أوضاعهم الميدانية للاستمرار في القتل والتدمير والتخريب، واطالة أمد الحرب كما هو الحال في الوقت الراهن، وسوف تضاعف كلفة انهاء الانقلاب واستعادة الدولة من براثن الانقلابيين.وفي ذات الوقت فإن سياسة الحوثيين والمخلوع صالح بكسب الوقت وممارسة سياسة المراوغة والمماطلة سوف تؤدي بطبيعة الحال لاستنزاف الشرعية ودول التحالف، ولن تؤدي تلك السياسة الى الوصول لحل للأزمة، بل سوف تؤدي الى اطالتها والوصول بها الى طريق مسدود، ولا خيار في هذه الحالة الا الحسم العسكري لاستعادة هيبة الدولة والحيلولة دون انهيار الاقتصاد اليمني وانهيار العملة وارتفاع المواد التموينية ومشتقات النفط.الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح هم المسؤولون عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن، وهم المسؤولون عن تعطيل أعمال الشرعية اليمنية، وهم المسؤولون عن الفشل الواضح في محادثات الكويت التي يبدو أنها ستصل الى نفق مظلم لا بصيص لنور في نهايته اذا استمر الوضع على ما هو عليه، وهذا يعني أن الحل القاطع يكمن في الحسم العسكري النهائي لتسوية الأزمة برمتها.