الطائرة المصرية المنكوبة.. ماذا لو؟
قبل عدة أيام وضع أحد زملاء العمل السابقين رابطا لتحليل تمت كتابته في الجريدة الأوسع انتشارا في العالم وهي «يو إس أى تودى» يتضمن تقريرا تحليليا كتبه «جون بيكن» في شهر ديسمبر 2015م. وكان المقال التحليلي يتحدث عن سبب سقوط طائرة تتبع خطوط طيران «أير آسيا»، و ذكر ان السقوط يرجع إلى مشكلة في الدفة تسببت في عدم القدرة على السيطرة على الطائرة من نوع إير باص أي 320. و قد استغرب الكثير عندما ذكر أن سقوط الطائرة كان يمكن تفاديه لو تصرف الطيار أو مساعده حسب ما تمليه عليهما خطط الطوارئ من هذا النوع. ويرجع سبب انتقاد الكثير لهذا التحليل لأن حادثا مشابها حصل في العام 1995م عندما تحطمت طائرة من نوع بوينغ 737 بالقرب من مطار بتسبرغ في الولايات المتحدة. ولم تخرج نتائج التحقيق إلا بعد أربع سنوات ونصف السنة. واتضح أن قائد الطائرة لم يكن بمقدوره فعل أي شيء حيال تذبذب عمل الدفة. وقد تم إجراء المئات من التجارب على الأرض بتحريك الدفة يمنة ويسرة وبعدها تعطل عمل الدفة. وحسب هذا النوع من التقارير يتضح إمكانية وجود حرب خفية ليس للتخلص من المسؤولية ولكن لإدخال الشركات المصنعة في حمى تنافسية. ولكن وفي نهاية المطاف من الضروري التسليم بان بعض التحقيقات في حوادث الطيران قد يأخذ سنوات إلى أن يتم معرفة السبب خاصة إذا لم يكن هناك نداء استغاثة أو عدم العثور على الصندوق الأسود أو جهاز التسجيل الخاص بمقصورة القيادة. وفيما يخص الطائرة المصرية المنكوبة والتي تحطمت قبل عدة أيام أثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة فمن المبكر جدا معرفة سبب سقوط الطائرة، مع العلم أنه لا يزال من المحير عدم سماع نداء استغاثة وهذا أمر لا يحدث إلا في حالة انفجار أو عطل كامل مفاجئ في الطائرة. ولعظم المسؤولية حيال أي حادث جوي فتجد كلا من خطوط الطيران والدولة التي أقلعت منها الطائرة والشركة المصنعة للطائرة وشركات التأمين تحاول التخفيف من مسؤولياتها بشتى الطرق، خاصة إذا لم تتضح نتائج التحقيق بوضوح تام أو تتأخر نتيجة التحقيق. ولكن هناك أمرا مهما يخص شركات الطيران وهو مدى اهتمامها بقواعد الصيانة والسلامة. ولهذا السبب تجد مثلا دولا تمنع خطوط طيران معينة من الهبوط في مطاراتها لأن سجلها فيما يخص قواعد السلامة والصيانة لا يتوافق مع المواصفات الدولية. وكذلك في حالة حدوث أي كارثة جوية فيتم مراجعة سجل الطائرة والتاريخ الشخصي لطاقم الطائرة وبالطبع خلفية كل مسافر. وقبل عدة اسابيع قام الكثير بالتذمر من طول الانتظار قبل الإقلاع في صفوف التفتيش في الكثير من المطارات الأمريكية ولكن بعد سقوط الطائرة المصرية هناك سؤال يتم تداوله وهو ماذا لو اتضح أن هناك عملا إرهابيا وراء الحادث؟، فبالطبع يتوقع الكثير أن تكون الأوضاع مختلفة هذا الصيف في مختلف مطارات العالم.