«أنا مستعدٌ أن أقضي ثلاث سنواتٍ.. في السجن!»
لا عمل يمكنه النمو والتقدم بلا عنصر القيادة الحقيقية. وفي النهاية دوما يتبين أن أي منظمة بأي مستوى، إنما تتفوق على الأخرى بفضل القيادة الحقيقية.شاركت بملتقى عن القيادة بمجمع الملك فهد الطبي بالرياض أقامه مجموعة من الفتيات والشباب المبتعثين يحملون حب وطنهم بقلوبهم، ويخططون باستمرار لتقدم بلادهم في عقولهم الشابة المبدعة. الملتقى أقيم بمظلة جمعية الإدارة السعودية التي يرأسها رجل غير نمطي (يمثل قيادة حقيقية وطبيعية) هو الدكتور ناصر التويم وسيأتي الحديث عنه، فقليلا ما ألتقي بأشخاص من الصعب وصفهم إلا بأنهم ينحتون لحظاتهم بالذاكرة.الذي جعلني اشارك فخورا هو أن شبابنا بنات وأولادا يحملون هم المشاركة في هذه الانطلاقة الكبرى تحت رؤية 2030. ومهما كانت الخطط مدروسة ومتقنة، ومن وراء وضعها، ستبقى مجرد رؤية ذكية واستراتيجية بغاية الأهمية لكن على ورق.. إن لم يكن العنصر البشري مؤهلا لحمل هذه الرؤية لتصل محطتها بعد أقل من خمس عشرة سنة. وخصوصا إن كان هذا العنصر من الشباب الذين يشكلون القسم الأعظم من مواطني المملكة. ايضا حرص هؤلاء الشباب على التنفيذ التخطيطي العملي الواقعي هو الذي يجعل من هو مثلي (موقع المتفرج السعيد) مطمئنا على أن الشباب هم القاطرة المناسبة لقطر كل عربات ميادين هذه الأمة لتكون في مقدمة الدول اقتصاديا وصناعيا وتقنيا وعلميا.وهنا كانت عبقرية الشباب المنظمين لملتقى القيادة السعودية، هو أن العناصر البشرية تحتاج أفرادا بالآلاف بل بعشرات الآلاف من الذين تظهر بهم صفات القيادة والكاريزما الشخصية والمتشبعين إيمانا بالنظرة الشاملة لللإبحار بهذه الأمة لمراسيها الكبرى. العبقرية، أنهم فكروا بالعنصر الأول لخوض هذه البركة العقلية والعضلية والحركية البشرية، وهي القيادة.كان موضوعي هو من القائد الحقيقي؟ برأيي أن القائد الحقيقي يزهر من تراب الطبيعة كما تزهر الورود، ثم تنسق هذه الورود وترتب تربتها وتغذيتها وإرواؤها. كثير من القادة أو المؤهلين، ليكونوا قادة يمرون ويذهبون بدون أن نستفيد من مواهبهم الجمالية الطبيعية التي وضعها الله بهم وميزهم بها، لأننا لا ننتبه في خضم التقييم الرسمي التقليدي إلا للأوراق ووثائق السيَر الشخصية، وهما أمران هامان، ولكن عندما نريد المتميزين فهم أولئك الذين يتمتعون بالشخصية القيادية الحقيقية الطبيعية، الذين يملكون سهولة القدرة الذكية في جمع الأفراد حوله لتحقيق الأهداف، والأفراد يسعون جاهدين معه فوق مجرد الحوافز المادية، ولكن حبا وإيمانا به وبأفكاره، ويستمتعون أن يكون هو الذي معهم يقود كامل الفريق للإنجاز.القائد الطبيعي يهبه الله جمالية شخصية قد تكون آسرة، بحيث لا يتبعه الأفراد فقط بل يتمنون العمل معه أو تحت قيادته (لا رئاسته). والعين الفاحصة الدارية هي التي تفرز الأشخاص الذين يملكون مواهب القيادة الطبيعية من الجمالية والذكاء وزرع الحماسة في الآخرين وتختارهم، ثم تؤهلهم تدريبا وعلما وتطبيقا لاكتساب المهارات والأدوات التي تجعل القائد يفهم ويتفهم كل ما يدور حوله وما يسعى اليه مع القدرة العملية لأن من صفات القائد أمام متابعيه أن يلجأوا إليه لمزيد من المعرفة، ويكون جاهزا لذلك، ليكسب عناصر هامة أخرى من متابعيه وهي الاحترام والتقدير والثقة.قبل أن أختم شاكرا منظمي اللقاء للإبداع الاستثنائي (السهل الممتنع) بتنظيمه وإخراجه، أعرّج على حبيبنا الدكتور ناصر التويم، فهو قال أشهر عبارة بالملتقى، واستأذنت منه لنشر ما قال (وهو قالها أمام الجميع في الأصل) فهذا الرجل غير النمطي -وهي من صفات القادة الحقيقيين- قدم خطته للقضاء على البطالة بالمملكة، جازمًا أنها لو أُخِذَت وطُبِّقت تماما كما أعدها، فإن البطالة سيتم حلها تماما بعد ثلاث سنوات.. ثم اردف بحماسة واثقة: «وإذا لم تنجح في ثلاث سنوات، فأنا مستعد أن اقضي بالسجن ثلاث سنوات!».