خالد الشريدة

قوائم سلبية في انتظار الوظائف

دراسة حديثة أشارت الى أن 80% من الباحثين عن العمل في منطقة الرياض لا يرغبون في القطاع الخاص ويفضلون القطاع العام، أي الوظيفة الحكومية، ولذلك للأسف دلالاته السلبية التي تتعلق بأهلية وقدرات هؤلاء الذين يزهدون في العمل، بغض النظر عن الضمانات أو الأمان الوظيفي، لأن الثابت في أي عمل أنه لا يمكن أن يتوافر الأمان الوظيفي إلا بالقدرات، فكلما كان الموظف أو العامل مؤهلا ومنتجا ويضيف للعمل ويعمل بالتزام ومثالية إنتاجية فهو مرغوب وأكثر قدرة على التطور والتطوير.تفضيل عمل الحكومة وراءه ما وراءه في غالب الحالات، وهو الاكتفاء بالراتب على حساب الطبيعة الوظيفية والاستمتاع بمزايا ربما لا تكون مستحقة، فضلا عن الأمان، في وقت يكون فيه العطاء والإنتاج أقل دون ضغوط لأنه سيعمل في أجواء بيروقراطية ويمكن للموظف أن يمارس عمله براحة تامة من عواقب كتلك التي يمكن أن تحدث في استثمارات القطاع الخاص الذي يضغط بالتزامات قوية وإلا توقفت عملية النمو والتطور، وكما سبق ونادينا بأهمية التركيز على القضية الانتاجية خاصة وأننا في خضم التحول الوطني ورؤية 2030 التي تفتح تنويع مصادر الدخل فمن المهم أخذ الشباب في المسارات الانتاجية والتحول باتجاهاتهم العملية الى الانتاج والاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال على نحو أوسع وأكثر شمولا من الاستمرار في انتظار الوظائف ويوم المهنة للحصول على وظائف يتوقعون معها وظائف سهلة وينتهي بذلك طموحهم معها.الطموح الوطني لا يمكن بناؤه من خلال أفكار لدى الأجيال بتوفير وتوافر الوظائف وانشغال وإشغال وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية وغيرها من الجهات المعنية بالعمل والتوظيف، لا بد من الابتكار والمرونة الثقافية في الفكر والفهم العملي والانتاجي، فالحصول على العوائد المادية الطموحة لا يأتي من خلال الوظيفة المستقرة وإنما هناك مسارات إنتاجية أكثر جدوى وعملية في توفير تلك العوائد، ولكن لا يحرص الشباب على اكتشافها ولا تتوافر لديهم الجرأة لاقتحامها في وقت نسمح فيه للوافدين بالدخول في مجالات ذات عوائد كبيرة استفادوا منها فيما ينتظر هؤلاء وظائف القطاع العام لأنها سهلة وميسورة، دون التفكير في بذل أي جهد ورفع معدلات الالتزام العملي بالأنشطة والأعمال التي يجب العمل بها لا يمكن أن يتحقق أي عائد أو مكسب من أي وظيفة أو عمل.في سوق العمل كثير من الفرص التي يمكن اغتنامها لمن يريد أن يتطور ويعمل بجد ويبذل الجهد ويكتفي من السهر والنوم والخمول، وغيرنا في الدول والمجتمعات التي نهضت وتطورت لم ينتظر وظيفة وإنما سعى بكل طاقته من أجل الحصول على الأفضل، ويمكن استيعاب تجارب أولئك الى جانب استكشاف الفرص، ومن يوجدون حاليا في حراج الخضار والفواكه، على سبيل المثال، لا ينامون الليل وإنما يقضونه انتظارا لوصول المنتجات وتسويقها فجرا والحصول على مكاسب كبيرة، وبذلك قدموا درسا عمليا ناجحا في الالتزام وتغيير ثقافة العمل فيما كان ذلك متاحا للوافدين، وغير ذلك هناك مجالات كثيرة بحاجة الاستعداد الانتاجي والجرأة ولكن من يستطيع تجريبها واقتحامها بدلا من أن نحصد قوائم انتظار سلبية لوظائف بلا إنتاجية حقيقية في خاتمة المطاف.