مشكلة البطالة مرة أخرى
الإنسان بفطرته يحب العمل والإنتاج الذي يوفر دخلا ماديا له، ليحقق عيشة مناسبة في هذه الحياة، ومن الطبيعي أن من مسؤوليات الدولة الرئيسية تحقيق هذه الفطرة الإنسانية بإيجاد فرص عمل للمواطنين «ذكورا وإناثا» يستطيعون من خلالها توفير مورد مالي لمعيشة أسرهم وفي نفس الوقت يساهمون في بناء وطنهم، كسواعد منتجة ومخلصة تشارك في تنمية ونقل وتوطين التقنية للبلاد.إننا نشاهد حالياً بروز ظاهرة البطالة مرة أخرى وبصورة سريعة وهذا يعني أن الحكومة لم توفق في وضع الاستراتيجية الفاعلة وطويلة الأمد لعلاج مشكلة البطالة بالاستفادة الحقيقية من الطاقة البشرية الشابة للشعب السعودي، والدليل ما يلاحظ الآن من وجود كوادر متعلمة وطنية لا تجد فرص عمل مثل المبتعثين الذين عادوا من الدراسة بالخارج أو خريجي الجامعات السعودية بمن فيهم المهندسون أو خريجو المعاهد المهنية وغيرهم.. إن موضوع علاج البطالة بطريقة القوة والفرض كما كان سابقاً ثبت بالدليل الميداني أنه «غير صحيح» وهو علاج وقتي «مُسكن» لا يفتأ أن يختفي تأثيره بسرعة وهو في نفس الوقت أوجد «البطالة المقنعة» التي حذر منها الكثير من الشخصيات الوطنية في العديد من اللقاءات والمقالات ولكن مع الأسف لم تجد أذنا صاغية حقيقية من المسؤولين الحكوميين لغرض الوصول إلى استراتيجية واقعية ومؤثرة لتوظيف الشباب على المدى الطويل، وللتاريخ كل ما كان يعمل من استبيانات وورش عمل عبارة عن ديكور ومكياج خارجي لتبرير القرارات المتخذة من قبل بعض الوزارات الحكومية المعنية، لذا علينا الآن الاستفادة من الدرس السابق وعدم التظاهر بعدم وجود «مشكلة البطالة» لدى الشباب السعودي «ذكورا وإناثا» أو أن الحل بسيط بالضغط فقط على القطاع الخاص للتوظيف، حيث إن هذه من الخطوات التي لا تعالج المشكلة من جذورها وسوف تتكرر المشكلة مرة أخرى.موضوع البطالة أمر أساسي ومقلق لبرنامج التنمية «التحول الوطني 2030» الذي تهدف قيادتنا الرشيدة إلى تحقيقه خلال 15 سنة، حيث إن هذه الفترة قصيرة في عمر التاريخ لغرض تحقيق هذا الهدف النبيل، لذلك فالأمر يستوجب إجراء مراجعة ودراسة «محايدة» للواقع الحالي وما هو المطلوب لإيجاد فرص عمل «حقيقية ومنتجة وطويلة الأمد» للشباب السعودي المحب لوطنه الذين نعول عليهم الأخذ بزمام المبادرة لتنمية ونهضة المملكة العربية السعودية للوصول إلى آفاق جديدة تحقق التطور والرفاهية للشعب الكريم.. وإلى الأمام يا بلادي.