عبدالرحمن إدريس - جدة

حرارة الدمام تلامس الـ 50.. ورياح قوية الإثنين

تستمر درجات الحرارة متصاعدة الى ذروة الارتفاع الصيفي في حواضر الدمام، ومقتربة من الخمسين نهارا خلال أواخر شهر الصيام، فيما يطرأ انخفاض طفيف مساء اليوم الجمعة، وتشير التوقعات الى معاودة نشاط البوارح، برياح قوية اعتبارا من يوم الاثنين المقبل بإذن الله، تشمل شرق ووسط المملكة، حيث تتجدد موجات الغبار مؤدية الى تدنٍ كبير في مدى الرؤية الأفقية بالطرق البرية والسريعة بين المدن، وتكون الاجواء شديدة الحرارة نهاية الاسبوع في مناطق واسعة، ويتزامن ذلك مع عدد من المؤثرات الجوية، خاصة في سيطرة منخفض الهند الموسمي، الذي يشتد مفعوله في الاجواء حاليا. وتستمر الحالة خلال هذه الفترة بنشاط الرياح الجافة والحارة (السموم)، حتى تبدأ الفترات الرطبة في الأواخر من يوليو المقبل، فيتغير اتجاه الرياح ومن ثم تكون الحرارة مرهقة، بمستويات تمثل عمق الفصل الملتهب، وذلك نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في المياه السطحية بالمحيط الهندي وبحر العرب، ما يؤثرمباشرة على الطقس، ومن المحتمل ان تكسر درجات الحرارة مؤشر الخمسينيات لبضعة أيام في شهري يوليو واغسطس، مع ارتفاع معدل الرطوبة في سواحل الخليج العربي.وفي سياق متصل، كان توضيح المختص في الارصاد الجوية، الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، في اشارة الى ان تأثير المنخفض الهندي يتمثل بهبوب الرياح الشمالية الساخنة، التي تحمل في طياتها الغبار والأتربة، مؤديا الى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وقوله ان الغبار يعمل على حبس الحرارة المنبعثة من سطح الأرض والمنعكسة من أشعة الشمس، لافتاً إلى أن درجة الحرارة تصنف إلى نوعين، الأول درجة حرارة مقاسة بحسب المعايير العالمية، والثاني حرارة محسوسة وهي الأهم، إذ تعتمد على 3 عناصر مناخية وهي الحرارة والرياح والرطوبة، فإذا تنافرت هذه العناصر كانت مقبولة لدى الجسم، وإذا تآزرت كانت مرهقة، الذي يعني بحسب الدكتور الزعاق، ان التفاوت في القيم الحرارية يعد وارد الاحتمال، ومرتبطا بمدى تأثير العوامل الجوية، فإذا نشطت الرياح السطحية تتراجع درجة الحرارة نسبيا، والعكس عندما تسكن وتتوقف حركتها، في حين ان زيادة الرطوبة تؤدي الى الاحساس بحرارة أعلى من المقاسة، بالاضافة الى دور الغبار وتواجد السحب في كتمة الاجواء، الأمر الذي يرفع معيار الإحساس بشدة الحر أيضاً. وقال الدكتور الزعاق ان (البوارح) تستمر إلى نهاية شهر يوليو بإذن الله، ورياحها رتيبة ليس فيها عنصر المفاجأة، فموجات هبوبها تتراوح من يوم إلى عشرة أيام، وتنشط فيها مع شروق الشمس، وتشتد وطأتها في حال الظهيرة، وتخف حدتها مع الغروب، وأثناء الليل يترسب الغبار على الاشياء، كما يُتوقع ان تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خلال الشهرين القادمين، وفقا للمؤشرات المبدئية وبنظرة عامة الى الظروف الحالية، التي بدت قوية وشديدة التأثير، وتتسم بقوة نفث الحرارة من جوف الارض، وهو المعتاد موسميا في مثل هذه الايام متوافقا مع ثاني نجوم مربعانية القيظ، الذي يسمى بـ (الدبران)، مصحوبا بفترات من عصف الرياح المثيرة للغبار والأتربة، كما يبدأ بعد ذلك بفترة وجيزة، تشكل السحب العكسية الكاتمة للجو ليلاً، ما يجعل درجة الحرارة ترتفع إلى أعلى مستوياتها الفصلية، تزامنا مع ما يعرف بـ(صباغ اللون)، كما تعد أيام منزلة الدبران (التويبع) أطول نهارات العام، حيث تشرق الشمس مبكراً وتغرب متأخرة، وذلك لبلوغها الميل الأعظم، فينعدم الظل وتتعامد الأشعة، ومن ثم دخول موسم (حر الانصراف)، الذي يقال فيه لا حر إلا بعد الانصراف، حيث يشتد الحر بالتدريج وتبلغ الحرارة إلى مستويات عالية جدا.