المملكة والعمل الإنساني
العمل الخيري والإنساني شيء جميل جداً ويسعد كل إنسان يقوم به خصوصاً عندما يرى البهجة تظهر على ملامح الطرف المحتاج، وهذا العمل الإنساني يشمل الأفراد أو الدول سواء أكان ذلك بالمساعدات المالية أو الغذائية أو العينية أو المشاريع الصحية والتنموية التي تساعد الأفراد أو الدول المحتاجة للحصول على الحد الأدنى من الحياة الطبيعية الكريمة وذلك دون اسراف أو مبالغة عن الحد المطلوب إنسانياً.إن المملكة العربية السعودية من أكبر الدول في العالم بتقديم المساعدات الخيرية والإنسانية للأقطار المحتاجة أو للصناديق والمؤسسات الخيرية العالمية بما في ذلك مؤسسات الأمم المتحدة الإنسانية وغيرها، ونفس الأمر ينطبق على المساعدات الخيرية للمملكة باقامة مشاريع تنموية في الأقطار المحتاجة مثل إنشاء المدارس والمستشفيات ودور العجزة وغيرها، ولاشك أن هذا العمل من حكومة بلادنا العزيزة يستحق التقدير والاحترام وهو أمر طبيعي والتزام أدبي نظراً لمكانة السعودية عربياً وعالمياً مع موقع المملكة الإسلامي كقبلة لجميع مسلمي العالم... ولكن الأمر المهم هو صحة آليات تحديد المساعدات المطلوبة ومنهجية توزيعها على المحتاج وأن تكون طبيعة المساعدات ذات تأثير مباشر على أفراد الشعب المحتاج وأن تكون ذات صيغة مستمرة وليست مؤقتة لأيام أو شهور وينتهي مفعولها، خصوصاً أننا نرى في العديد من الدول مشاريع قدمت لهم كمساعدات منذ أكثر من عشرات السنين وهي لاتزال مستمرة وفاعلة يستفيد منها أبناء الشعب ويذكرون تلك الدول التي قدمتها بالخير دائماً.إن برنامج العمل الإنساني والخيري لبلاد الحرمين الشريفين يتطلب إعادة دراسته لتؤسس لدينا استراتيجية واضحة وملزمة لجميع الجهات الخيرية الحكومية والخاصة لتكون مساعداتنا ذات مردود حقيقي على الشعوب ولا تذهب للحكومات والمسئولين الذين قد يسيئون استخدامها أو يدعون أنها من حكوماتهم ولا يذكرون اسم السعودية تماماً، وكذلك من الأهمية أن تخدم الاعانات والمساعدات المقدمة من المملكة الأهداف الوطنية والاستراتيجية لأمننا القومي حتى لايتكرر ما حدث بالعراق بان المساعدات الخيرية لبلادنا الكريمة ذهبت لمستودعات الحكومة أو نهبت من قبل الحشد الشعبي الطائفي، حيث لم يصل لمحتاجي الفلوجة إلا الشيء اليسير من المساعدات الكبيرة التي قدمتها المملكة مشكورة.. وإلى الأمام يا بلادي.