عيسى الجوكم

أعطوني حبيبة بهذه المواصفات.. حتى نهيم في عشقها؟!

٭٭ تحتلني تلك اللحظة التي تغرد فيها معشوقتي بين الطموح والخيال.. وتشدني صحوتها.. ويدخلني عرسها في فضاء الذهول.. فلا أعرف لماذا يتحول فرحها الى أنشودة يتغنى بها كل إنسان. ٭٭ لم أكن أستطيع التراجع.. عناد ممزوج بالرغبة الملحة لفك لغزها.. فهي التي يتسامر الجميع لرؤيتها.. ونجحت كحالة فريدة في احتضان ما هو شعبي.. وما هو رسمي.. فكانت محطة عشق تضم الجميع.. يا لها من معادلة.. تحتاج لأينشتاين لفك طلاسمها.. ولدالي لرسم لوحتها.. ولنزار لتفجير مكنون حروفها.. ولحنجرة الساهر للتغني بقصيدتها..!!٭٭ توقفت برهة دون وعي.. قبل أن أطلق العنان لمحبرتي.. طرقت الباب عدة مرات.. وأناملي بها رعشة تسري في أطرافها.. حركت أصابعي.. لملمت لعابي.. وارتميت بأسئلتي في حضن التاريخ.. فمعشوقتي أذهلت العالم.. فهي التي اختصرت المسافات في زمن وجيز، بل إنها أصبحت محور اهتمام العالم بأسره، رغم حجمها ومساحتها، لكنها وجدت لنفسها موطئ قدم بين دول العالم الكبيرة وشعوبها..!!٭٭ لهذه المعشوقة سحر لا يقاوم.. هكذا شعرت عندما فرح الصغار في الحارات الشعبية لكل مدن العالم.. عندما تأتي في حضرة الاحتفالات الكبرى..!!٭٭ أعود لهذه المعشوقة.. وألملم الوقت قبل اندثاره في كتابة هذه السطور.. لتتشكل وردة.. أقذفها نحو العالم.. فهي محطة للتزود بالوقود والفيتامين لصنع المستحيلات، ولعل اهتمامات الناس بها فاق كل التصورات.. فهي متعة الصغير والكبير والغني والفقير والأبيض والأسود والأشقر.. وهي اللغة التي يتحدث بها كل شعوب العالم..!!٭٭ بصراحة هذه المعشوقة أحدثت برقا.. وأهطلت مطرا.. واغتسلت ذهبا.. وأصحبت سيدة العالم.. فهي الفرح والحزن والغضب والحلم والدموع والابتسامة.. وهي كل الحالات والانفعالات التي تمر على بني البشر..!!٭٭ لهذه المعشوقة سحر لا يقاوم.. هكذا شعرت عندما فرح الصغار في الحارات الشعبية لكل مدن العالم.. عندما تأتي في حضرة الاحتفالات الكبرى..!!٭٭ الكبار وحدهم هم من يصنعون التغيير فيها عندما يفرحون.. وكرة القدم صنعت هذا التغيير.. لم تنم قط وسهر معها مليارات البشر.. في ليلة عرسها يهرع الجميع للصيد في بحرها وبرها..!!٭٭ هي المجنونة يا سادة.. علامة فارقة.. وماركة مسجلة.. لنجوم وفرق ودول ومنتخبات وجماهير وإعلام وتجارة.. هي رغيف الفقراء ومتعة الأغنياء..!!٭٭ هي كرة قدم يا سادة.. أكاديمية عشق.. وكتاب من ذاكرة الوقت.. يتوهج الحرف في تتبع مسيرتها.. وتتوالد الجمل والحكايات بلغة بريئة في سرد أفراحها وأحزانها.. هي مجلس الأمن للشعوب.. وحبيبة الناس.. وعشق الشيوخ والأمراء والإمبراطوريات.. فأعطوني حبيبة بهذه المواصفات.. حتى نهيم في عشقها!٭٭ كرة القدم محطة قهرت السياسة وتوحدت مع الاقتصاد.. ورفعت أسماء كانت لا تجد قوت يومها في صغرها.. وأصبحت تملك الملايين وتترشح لرئاسة الدول..!!٭٭ كرة القدم.. قصة بدأت بالمُتعة للبشر.. تحولت بسرعة الصاروخ في هذا العالم المجنون لصناعة تجارية مربحة بالمليارات.. وأصبح نجومها الأشهر والأغنى في العالم..!!٭٭ كرة القدم.. مسيرة حب بين المساحات الشاسعة في هذه الدنيا.. لم تلوثها السياسة حتى الآن.. فهي إمبراطورية مستقلة عن الدمار والحروب..!!٭٭ اعشقوا كرة القدم.. وانبذوا التعصب.. فهذه المجنونة وجدت أولا وأخيرا للترفيه والمتعة..!!