ألمانيا.. إيطاليا.. أهلاً بالمعارك!
عندما تكتب عن بعض المناسبات يرقص القلم طرباً.. وينساب الحبر على موجة عالية من المتعة والإثارة.. لا تستطيع أن تكبح أناملك وهي مندفعة تتخطى السطر تلو الآخر.. فالكلمات والجمل تحتفل بطريقتها الخاصة لهذه المناسبة..!!سنلعب اليوم كثيرا عزيزي القارئ.. دعنا نركب قطار الموت.. والصحن الدوار.. والسفينة الطائرة.. ونتدحرج مثل الأطفال في النطاطة.. ونكمل يومنا بلعبة افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال.!!من حقك عزيزي القارئ أن تسأل ما علاقة كل ذلك بالأحداث المشتعلة كرويا هذه الأيام؟! الإجابة يا سيدي.. ان الحابل سيختلط بالنابل.. في موقعة أم المعارك التي ستدور رحاها اليوم في بوردو تلك المدينة الفرنسية الهادئة التي ستشتعل كروياً وستحتار تشجع من، من فرط القوة والشراسة الهجومية للألمان والصلابة الدفاعية للطليان..!!الليلة سنكون على موعد مع سهرة كروية من العيار الثقيل تفوح منها رائحة الثأر وفك عقدة طال أمدها 50 عاماً بالتمام والكمال، ورد الاعتبار بالنسبة للألمان، وتأكيد التفوق بالنسبة للطليان.بالرغم من الأفضلية الفنية لألمانيا، إلا أن إيطاليا منتخب لا يستهان به، يلعب بأسلوب الأندية أخطف وأجري، لذا فالمواجهة ستكون صعبة على الطرفين، ومن سيعيش عاشقي الفريقين على أعصابهما طوال 90 دقيقة، وأتوقع الا تحسم نتيجتها في الأشواط الاصلية بل ستمتد لوقت اضافي ولربما تحسم ركلات الترجيح الأمر في نهاية المطاف.ميزة الكرة الاوروبية أنهم يحسبون ألف حساب للصغيرة قبل الكبيرة، والسيناريو المعتاد أيضا لهذه المواجهة.. أداء راق.. وفرص بالكوم ضائعة.. وهدية من أحد المدافعين أو الحارس لأي لاعب من أصحاب القمصان الزرقاء أو البيضاء تنهي المقابلة.. أليس كذلك؟!المنتخب الألماني لا يريد فقط أن يوقف زحف الأزرق نحو اللقب في هذا المساء.. فهو يسعى بكل ما أوتي من قوة أن يسجل أول انتصار امام الأزوري في مرحلة خروج المغلوب في البطولات الكبرى، حتى لا يحقق الأخير ما يتغنى به كل ايطالي..!!رغم النقص العددي والضغط النفسي الذي يعيشه الأزرق.. فإن قاربه يجيد تخطي الموجات التي تواجهه على سطح البحر من أجل استخراج اللؤلؤ.. وتاريخه يشهد له بذلك.. فهو من الأبطال الذين يستمتعون بتحقيق الألقاب من عنق الزجاجة.. فكلما زادت عليه المحن.. أجاد الصيد برا وبحرا..!!مدينة بوردو التي تعتبر أشهر مدينة فرنسية عالمياً بعد عاصمة النور والجمال «باريس»، ستكون على موعد هذا المساء مع احتفالية فنية وجماهيرية.. ومناسبة تتفجر فيها ينابيع الحروف قبل وبعد النزال المرتقب بين المانيا وايطاليا..!!.موقعة المانيا وايطاليا، نتمنى ان يرتقي فيها الأداء ليصل للقمة.. فالمواجهة تعتبر نهائيا مبكرا، ومن سيفوز منهما باعتقادي الشخصي سيتوج باللقب..!!أخيراً.. لم يفاجئني فوز البرتغال على بولندا، وإن كان بركلات الترجيح فالفريق البرتغالي يحمل في كل مبارياته أدوات النصر، لكن على ألدون أن يستفيق فأداؤه لم يطرب عشاقه في اليورو.. وللصبر حدود..!!