ونحن نريد إسقاط نظام الملالي
كان من المهم أن يتحرك الشعب الإيراني لقول كلمته ضد نظام الملالي الذي يسيطر على البلاد في حالة كاملة من الطغيان وأفكار التوسع وتخريب استقرار وسلام الجيران، فيما تتوقف التنمية داخل البلاد ويعيش كثيرون في بلادهم في مستوى الفقر وما تحت خط الفقر وتصادر الحريات ويعدم المئات حيث تتصدر إيران دول العالم في تعليق الرقاب على مشانق الرافعات، أتثبت من خلال مؤتمرالمعارضة السنوي في العاصمة الفرنسية باريس، أن هناك حراكا قد بدأ لتغيير هذا الواقع المأساوي.في المؤتمر هتف الحاضرون خلال كلمة الأمير تركي الفيصل بأن الشعب يريد إسقاط النظام، ودعت زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج، مريم رجوى إلى سقوط ولاية الفقيه، وإن كان الأمير تركي أكد رغبته في إسقاط النظام، فنحن أيضا نرغب ونتمنى ونأمل ذلك لأننا تضررنا كثيرا من عبث النظام بأمننا واستقرارنا وتدخلاته المستمرة في الشؤون الداخلية بما لا يليق أو يتفق مع أعراف الدبلوماسية والكياسة السياسية وحقوق الآخرين في الأمن والسلام الداخلي والإقليمي، كما أن النظام داعم كذلك للإرهاب والإرهابيين وسبب رئيسي ومباشر لانتشار الطائفية والتطرف في المنطقة من خلال أفعاله وتدخلاته في اليمن ولبنان وسوريا والعراق التي لحقها الخراب بأيديه وأعوانه وأتباعه الذين يوجدون في أراض عربية لا علاقة لهذه الدولة بها.وجود الأمير تركي وعدد من الدبلوماسيين الغربيين في المؤتمر يؤكد أن العالم بأكمله وليس دولة أو إقليما بعينه نفد صبره على نظام ولاية الفقيه الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، فنحن أكثر الدول والشعوب التي اكتوت وتأذت من عبث إيران ونظامها ببلداننا الخليجية والعربية، ولم تكن يوما جارا جيدا وإنما عدائيا صارخا، ولم تراع أي قيم إنسانية أو إسلامية وإنما كانت جزءا كبيرا من المشكلة والأزمة السياسية والاجتماعية والأمنية في المنطقة والعالم الإسلامي والمجتمع الدولي الذي استفاق أخيرا لما يفعله نظام الملالي بأمن العالم وطموحاتهم غير المشروعة التي أسهمت الى حد كبير في إشعال التطرف والإرهاب ودعمه وتشجيعه والسماح بنمو وتمدده بما يخدم مشروعاتها غير السلمية في دول الجوار والعالم.هناك ملفات كبيرة وعديدة تتطلب معالجتها إزالة هذا النظام ما يعني دعم هذه المعارضة وكل إيراني باحث عن حقوقه وحريته سواء في الداخل أو الخارج، فقد طفح الكيل وازدادت مخاطر النظام على مستقبل السلام العالمي، ولا يمكن النظر الى هذه الأزمة في إطار إقليمي أو محلي وإنما لها أبعادها العالمية كما عبّر عن ذلك المتحدثون الغربيون في المؤتمر الذين أظهروا انحيازا تاما لتطلعات وآمال الشعب الإيراني وكشفوا مراوغاته وألاعيبه بالاتفاقيات الدولية التي يضرب بها عرض الحائط وهو يسعى بصورة ظلامية في تأجيج الصراعات وممارسة أبشع أنواع اللعب والعبث بالحقوق الإنسانية والتدخل العدائي في بؤر الصراع التي ينتجها ويسهم فيها، لذلك فإن صرخات المظلومين والمعارضين وجدت صداها في المؤتمر الذي ينتقل بكيد إيران ونظامها الى حيث يرتد عليها ويوقف أعمالها وأنشطتها الهدامة في المنطقة والعالم، ويمكننا ببساطة أن نتخيل العالم أكثر أمنا وسلاما بدون أركان هذا النظام الدموي.