زايد سعد الشهري

القرآن الكريم.. والإعلانات التجارية

عندما نستشعر عظمة القرآن الكريم، ونعلم أنه كلام الله سبحانه، وأن فضله على كلام الْبَشَر، كفضل الله سبحانه عليهم، فالقرآن الكريم يحظى بقدسية واهتمام بين المسلمين، باعتباره الوحي الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإن من أعظم نعمه تعالى أن جعلنا من المسلمين، وأنزل علينا القرآن دستور حياة، ومنهج تعبد يرفع به أقواما ويضع به أخرى.فما بين دفتي المصحف كلامه سبحانه لذا يجب على المسلم تعظيمه وتبجيله واحترامه، وصونه عن كل ما يتنافي مع ذلك. لكننا نجد مع شديد الأسف من يتساهل في ذلك، بأن يدُونِ بعض الآيات في إعلانات عِدة، لتحقيق الأرباح التجارية بصرف النظر عن الامتهان الصريح للقرآن الكريم. فنجد محطات فضائية تبث القرآن الكريم مصاحبا لإعلانات ذات ايحاءات جنسية واضحة، مرفقا بها صُور توضيحية لهذه المنتجات الجنسية، مثل المنشطات والأجهزه التعويضية.كذلك نجد من يضع بعض الآيات القرآنية، على جدران المحلات والمطاعم وما شابهها، كقوله تعالى (وسقاهم ربُهم شرابًا طهورًا) أو قوله تعالى {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ}.كذلك من يستخدم الآيات القرآنية، فى الزخرفة بحيث تكتب الآيات على هيئة طيور أو خيول أو على هيئة إنسان ساجد، الهدف من ذلك عمل فني، تزين به المجالس والمتاحف، وقس على ذلك كثيرا، من الأعمال التي تخرج القرآن من هدفه التعبدي الى أعمال فنية بحتة.الأمر جدّ مؤلم، خصوصا بعض الفضائيات التي تقوم باستغلال هذا الأمر استغلالا سيئا، يتناقض مع قدسيته، مما يتوجب على الجهات الإسلامية على مستوى العالم، الوقوف في وجه هذه الهجمة الشرسة، بمنع بث هذه الفضائيات الخبيثة، وأن يتعامل مع القرآن كما أمرنا الله سبحانه ((وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) وقال تعالى: {الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(1 - 5) سورة البقرة.والقرآن هو رسالة الله الأخيرة للبشرية، فقد أنزله سبحانه وتعالى على خير رسله، وتولى بنفسه حفظه من التبديل والتحريف ليستمر في أداء دوره حتى قيام الساعة. قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون).