محمد الصويغ

الشباب ثروة الوطن

فئة الشباب في أي مجتمع بشري يمثلون عماد الأمة، التي يقوم على أكتافهم مستقبلها الواعد وتقدمها المنشود، وتلك حقيقة ثابتة ترى بالأعين المجردة، والشباب السعودي، بحمد الله وفضله وبدعم من القيادة الرشيدة، يقومون بإنجازات باهرة ورائعة يشار إليها بالبنان. وما زال قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يشيد بتلك الإنجازات ويدعمها في مناسبات عديدة، وهو القائل- يحفظه الله- في واحدة منها: «أثبت شباب المملكة في جميع المحافل المحلية والدولية أنهم عماد الوطن، وأنهم يعون ويدركون جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم في الذود عن حياض الدين الحنيف وحماية المكتسبات والإنجازات التي تحققت بفضل الله».وهذا يعني فيما يعنيه اهتمام القيادة الرشيدة بفئة الشباب، وتفعيل شراكة المجتمع معها بطريقة تؤدي تلقائيا إلى تنمية الوطن، وتصعيد تقدمه ومضاعفة نهضته في شتى المجالات والميادين، وازدهار الشعوب يقوم أساسا على أكتاف فئة الشباب، التي تواصل عادة ما أسسه الأجداد والآباء، وما وضعوه من لبنات لقيام صروح النهضة والتنمية.والقيادة الرشيدة عطفا على هذه المعلومة الصائبة التي لا يختلف عليها اثنان، تؤكد على أهمية دور الشباب في العمليات التنموية المتصاعدة بالبلاد، وأهمية مواجهتهم لمختلف التحديات والصعاب، وهم قادرون -بإذن الله وفضله وعونه- على تجاوزها والتغلب عليها، وقد سعت الدولة عطفا على الشراكة المطروحة بين مؤسساتها وفئة الشباب إلى تسخير امكاناتها التربوية والثقافية والاجتماعية؛ للقيام بأدوارها المنوطة بها في الاستماع إلى صوت الشباب، ووضع الخطط والإستراتيجيات الكفيلة بتسهيل أمور الشباب وتطلعاتهم لصنع مستقبلهم الأفضل، بما يعود عليهم وعلى الوطن بالخير والرخاء.وإزاء ذلك، فإن الشراكة بين مؤسسات الدولة وفئة الشباب قائمة في هذا الوطن المعطاء لتحقيق المزيد من المكتسبات والإنجازات الباهرة التي تحقق الكثير منها، وما زالت المملكة تحقق في مضاميرها العديد من التطلعات الحاضرة والمستقبلية، تدشينا لآمال شباب المملكة الصاعد وتدشينا في الوقت ذاته للتقدم المنشود المرسوم من قبل القيادة الرشيدة؛ للوصول بمستويات النهضة الى أقصى ما يمكن الوصول إليه؛ للحاق سريعا بركب الأمم المتقدمة.وقد أدى التقدم التقني لا سيما في مجال الاتصال بين الأمم والشعوب إلى ثورة عارمة في عالم الحصول على المعلومة والاستفادة منها، وهو تقدم ذو حدين، أحدهما نافع والآخر ضار، وإلى ذلك يشير قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - حينما قال: «إن تعامل شبابنا مع الإنترنت والإعلام الجديد المتمثل في قنوات التواصل الاجتماعي هو تعامل مسؤول؛ لأن شبابنا ولله الحمد لا يتأثرون تأثرا سلبيا عندما يتعاملون مع الانترنت؛ لإدراكهم المخاطر التي تنعكس عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم بشكل عام عند استخدامهم الانترنت بشكل سلبي».وهذه لفتة هامة لشباب المملكة، فالاستفادة من المميزات الايجابية للتقنية في مجالات التواصل الاجتماعي مطلوبة، ولكنها ضارة حينما تستخدم بصورها السلبية، كما أوضح ذلك المليك المفدى- يحفظه الله-، وقد أهاب من جانب آخر في مخاطبته لفئة الشباب بأهمية حرصهم على الأعمال التطوعية الخيرية لما فيه فائدة مجتمعهم، فهي أعمال حثت عليها مبادئ العقيدة الاسلامية السمحة، ونادت بسريانها داخل المجتمعات البشرية، وحول ذلك يؤكد- يحفظه الله- حينما قال: «ومن المجالات التي أحث شبابنا على الانخراط بهــا العمــل الخيري والتطوعي؛ لأن ديننا الحنيف يحث عليه».