المصباح بين يديك
الكون كله يتكون من الذرات، والذرة نفسها عبارة عن نواة تمثل جزءا من المليار من حجم الذرة وكل المليار هو من شحنات الإلكترونات والبروتونات، فالكون متشكل معظمه من الطاقة غير المرئية ذات الموجات السلبية والإيجابية، ونحن نرسل ونستقبل موجات ترددية من خلال أفكارنا ومشاعرنا تجذب ما يشابهها من طاقة من الكون حولنا، فكل ما نفكر ونشعر به وتتصوره أذهاننا وينطق به لساننا نجذبه إلى حياتنا، كأننا كائنات مغناطيسية، لأننا نجذب الظروف التي تتناغم مع الأفكار المسيطرة على عقولنا وكل ما يدور في الذهن يتحقق في الواقع.بين أيدينا مصباح علاء الدين لكن معظمنا لا يفطن لوجوده بين يديه، والأبحاث العلمية تتواترعن قوة تأثير هذا المصباح الذي يشبه المعجزات، والجميع بحاجة لخدماته فلماذا لا نستثمره؟ أهم هذه الأبحاث التي تؤكد قوة مصباح الجذب ما ذكره العالم الفيزيائي الإيطالي كارلو روبيا الحاصل على جائزة نوبل 1984حين يقول إن العلاقة بين كميات الطاقة المسماة الفوتونات وكتلة النواة هي تقريبا ألف مليون إلى واحد، وهذا يعني أن المادة المرئية لا تشكل أكثر من جزء واحد من مليار جزء من الكون الموجود فعلا، فمم يتكون بقية الكون؟ وما علاقة ذلك بحياتنا؟ بداية كل شيء التفكير، فأديسون فكر في الكهرباء وفورد في السيارة، وتلك الأفكار أنتجت تلك المخترعات، وبوسع المرء أن يتصور أشياء في ذهنه ويسقط الأفكار على المادة عديمة الشكل حتى يتجلى ما يفكر فيه إلى الوجود. كل فكرة تصبح حقيقة بقدر قوتها، فأدنى فكرة تدور في العقل تنتج طاقة مشابهة لها بنفس المقدار، شريطة أن تكون الفكرة واضحة تماما في الذهن، ولطالما فشل أناس عديدون في التأثير على المادة المفكرة لأن مفاهيمهم عما يودون تحقيقه كانت مشوشة وغير واضحة المعالم، فلو أردت إرسال برقية إلى أحد أصدقائك فلا يعقل أنك ستبعث إليه بالحروف الهجائية غير مرتبة وتدعه ينشئ الرسالة بنفسه، أو أنك ستأخذ كلماتك من المعجم بشكل عشوائي، وإنما ستبعث إليه برسالة مترابطة ذات معنى محدد.ينطبق ذلك تماما على عملية الإبداع، فلن تتمكن من إعطاء إشارة البدء لملكات الإبداع بداخلك لتعمل بفاعلية بمجرد إرسال رغبات مبهمة غير واضحة المعالم، فكما يصب البحار تركيزه على الميناء الذي يبحر صوبه فلابد أن تولي جل اهتمامك على الصورة الذهنية لرغبتك ولا تحيد عنها تماما كما لا يرفع البحار ناظريه من على دفة القيادة، وكل ما عليك فعله أن تصيغ رغبتك في صيغة إيجابية وأن تربط بين الرؤية والهدف بوضوح، ثم تدعو الله بيقين وحسن ظن وثقة بالاستجابة، وابدأ في استخدامها في خيالك كما لو كانت موجودة لديك بالفعل.