منحوتات من مشروع تخرج ريم عواد

«أُقدّرُ قدميّ لأنهما أوصلاني إلى هنا، تركتُ ذاكرتي هناك، لم أصل على نحوٍ مكتمل، فأقدامي ليست طبيعية، ولا أشعر أني طبيعيةلقد تركتُ كلَّ شيءٍ في وطني».هكذا تقدم الفنانة السورية النحاتة ريم عواد مشاركتها في معرض تقيمه الجامعة التي تتابع فيها دراستها في برلين حيث تعيش الفنانة اليوم بعدما استُهدفت كلية الفنون الجميلة في حلب بصاروخين أوديا بحياة العديد من أصدقائها وزملائها.تتذكر ريم تلك اللحظات وتقول: «ركضنا لنختبئ، فلمحت إحدى الأقدام المبتورة واشلاء زملائي وزميلاتي بسبب القصف الأعمى المجنون، حدث ذلك منذ ثلاث سنين من الحرب المجنونة في وطني سوريا، بعدها كنتُ غائبة عن الوعي وبحالة لا توصف والسواد في عينيّ فقد كادت تنطفئ آخر نقطة ضوء في رأسي، صار الهاجس الأكبر لدي كيف أخرج من هذه الدوامة القاتلة، ومن هنا انبثقت فكرة السفر بتشجيع من الأهل والوالدين».كانت ريم تحضّر لمشروع التخرج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة في حلب، وكان مشروع تخرجها تجسيدا للمشهد المأساوي الذي عايشته، فكانت أعمالها النحتية عن الحرب وضحاياها التي خلفتها، وعند تخرجها بدأت رحلة العذاب باتجاه ألمانيا.وقالت: «واجهت صعوبات كبيرة عبر طريق السفر وواجهتُ حواجز متنوعة وعانيت عذابات واضطرابات نفسية وتوترات، كنت لا ادري ماذا سيحصل، فقد كنا مهددين، وكنا في حالة أقرب إلى الموت منها إلى الحياة».وفي مجمعات اللجوء والانتظار الطويل، لم يغب عن عيني ريم منظر أقدام الأطفال والأمهات الهاربين من الموت عبر البلدان، قاطعة الحدود.من ذلك قامت الفنانة ريم بتسجيل تلك اللحظات الرهيبة التي شهدتها من خلال أعمالها النحتية، مستخدمة ثيمة واحدة وهي «القدم» التي هي تفصيل بسيط وصغير، لكنه من وجهة نظرها، يلخص مأساة كبيرة لمشقات الطريق الطويل الذي قطعته الفنانة مع آلاف الفارين من الموت.وشاركت الفنانة ريم مؤخرا بهذه الأعمال بمعرض (Rundgang) في جامعة الفنون الجميلة (UDK) في العاصمة الألمانية برلين، وقد تفاعل الجمهور مع هذه الأعمال التي يمكن إدراجها ضمن الفن المفاهيمي Conceptual Art، ولكن رغم بساطة الفكرة، فقد حاولت الفنانة التعبير عن المأساة السورية المستمرة منذ خمس سنوات.الفنانة السورية ريم عواد من مواليد حلب عام 1992، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة في حلب، فيما هي الآن طالبة كضيفة في جامعة «فايزن زي» ببرلين. ريم عواد