عيسى الجوكم

التأهل للمونديال بين القلق والطموح

¿ يجدر بنا أن نضع معادلة التفاؤل أمامنا إذا أردنا التأهل لكأس العالم بروسيا 2018 م، فحسابات التأهل للمونديال تحتاج لصوت العقل وسلامة التخطيط والمحاسبة مع اللين.¿ الحذر مطلوب والتفاؤل مطلوب والاحساس بالقوة قبل مواجهة العراق اليوم التي أعتبرها «مربط الفرس» وهو الفاصل الحقيقي للوصول لمحطة روسيا، فالتسليم بأن الأخضر سيحصد النقاط الست في أول مباراتين على اعتبار أن التاريخ يرجح كفته على المنتخب العراقي في المواجهات التي جمعتهما في تصفيات كأس العالم، منطق قد يدفع ثمنه الأخضر غاليا.¿ الحسابات في هذه التصفيات تحتاج الى التركيز على النقاط وليس على المستويات، لذلك فإن المستوى أمام تايلاند لم يكن مهما بقدر أهمية تحقيق الفوز وحصد نقاط المباراة الثلاث.¿ ركب الحسابات يؤكد أن من يرد التأهل للمونديال فعليه اللعب من أجل الفوز داخل ملعبه وخارجه بأي طريقة كانت دفاعية أم هجومية، وكما يقول المثل: «اللي تغلبه العبه». ¿ ستكون اللغة النفسية في صالح المنتخب السعودي، أما المنتخب العراقي فسيكون تحت الضغط، والضغط الكبير لتعويض خسارته أمام استراليا في الجولة الأولى، لذلك فإن التفاؤل المفرط قد يؤدي إلى نتيجة عكسية والأدلة والشواهد في التاريخ كثيرة.¿ أتمنى ألا يعتبر التفاؤل حالة من عدم احترام المنافس، بل إن المرحلة الراهنة تتطلب المجاهرة بالثقة لأن اللاعبين في أمس الحاجة ليسمعوا منا ذلك.¿ ولو امعنا النظر في تصريحات لاعبي الأخضر لوجدنا انهم بحاجة إلى هذه الثقة.¿ المطلوب من المنتخب السعودي في مباراة اليوم أن يتعامل مع نفسه قبل غيره بأنه منتخب بطل لأن هذه النظرية ستزرع في نفوس لاعبيه الثقة.¿ لا نريد أن تكون المسافة بين القلق والطموح الزائد حاجزا لتأهل الأخضر، لكنني أجد أن المنتخب السعودي وعطفا على اسماء لاعبيه ومستوياتهم مؤهل للمنافسة في حجز بطاقة التأهل للمونديال رغم صعوبة المجموعة، وما فعله الأبيض الإماراتي أمام اليابان وتحقيقه النقاط الثلاث خارج أرضه يؤكد منطقية ومشروعية هذه المنافسة بغض النظر عن اسماء المنتخبات. لكن يجب أن يعي اللاعبون تماما أن مرحلة الجد قد بدأت، وأن الفرصة التي تضيع في مثل هذه المباريات لا تعوض ومنوط بهم التعامل مع جميع المباريات بنظام خروج المغلوب أي يجب التعامل معها بتركيز شديد. ¿ الحسابات تجعلنا نبقي باب جميع الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه تحت قاعدة «الشاطر من يضحك أخيرا» فلا التفاؤل المفرط حل للمرحلة، ولا التشاؤم أو التخوف نظرة منطقية. ¿ «الشاطر من يضحك أخيرا» مثل يعرفه صغيرنا قبل كبيرنا في هذه الحياة، فليس المهم أن تضحك في بداية المشوار، لكن العبرة بالنهاية، والتصفيات المؤهلة لكأس العالم لا تحتاج الى ابتسامة وفرح في البداية، بل العبرة - كما يقولون - بالنهاية.