حبيب محمود

هدى العمر: الساحة التشكيلية خالية من النقد الجاد

جددت الفنانة التشكيلية هدى العمر رفضها لما وصفته (تفسيرا سيئا) من قبل بعض التشكيليين لتصريحاتها الصحفية الاخيرة حول واقع الساحة التشكيلية المحلية. واعتبرت هدى العمر التفسيرات التي ذهب اليها بعض التشكيليين مجرد سوء فهم وتصيد لمقولات وردت في تصريحاتها الصحفية على نحو لا يخدم الموضوعية التي استهدفتها من خلال التصريحات.ونفت العمر ان تكون قد استهدفت الاساءة الى الساحة التشكيلية ككيان ثقافي، موضحة انها تصر على رأيها في شأن النقد التشكيلي الاكاديمي المحلي. وقالت لـ (اليوم الثقافي): (لدي قناعة مفادها انه لايوجد نقد تشكيلي اكاديمي في ساحتنا الثقافية مطلقا).واضافت: (الساحة التشكيلية السعودية خالية من متخصصين في هذا المجال، ومع احترامي لكل الجهود والاجتهادات التي يبذلها كثيرون في هذا الحقل المعرفي المهم، فان مقومات النقد التشكيلي الاكاديمي لم تتوفر بعد في المحاولات التي نتابعها في صحافتنا المحلية).ووصفت النقد التشكيلي في الساحة بانه (اجتهادات مشكورة يقوم بها بعض من يمتلكون اقلاما نقدية جيدة ويستندون الى خلفيات تشكيلية اكاديمية، لكن هذه الاجتهادات لاتزال تعاني من نقص في مقومات النقد الاكاديمي المستمر الذي يمكن ان يتواصل مع الساحة تواصلا جادا ومحركا لانشطتها).وفي السياق ذاته وصفت التشكيلية العمر الدور الذي يضطلع به الاعلام المحلي ازاء الساحة التشكيلية بانه (دور صحفي بقي معنيا بالتغطيات والاخبار والحوارات ذات الصبغة المعلوماتية على حساب الجدية النقدية الاكاديمية التي لايزال التشكيل السعودي مفتقرا اليها على الرغم من وجود المبادرات هنا او هناك).ولم تخف العمر استياءها من واقع الساحة التشكيلية المحلية، واعلنت شكواها من امتلائها بـ (الغيرة من النجاحات) و(تهجم بعض الفنانين على زملائهم تهجما شخصيا)، و(توسل بعض المهتمين بالتشكيل أسلوب الهدم في النقد) والتخلي عن (اخلاقيات الفنان)، فضلا عما تعانيه التشكيليات بالذات من سطحية مثيرة للشفقة على صعيد الثقافة الفنية الذاتية.وركزت العمر على النقطة الاخيرة فقالت: (اذا استثنينا اسماء قليلة امثال: صفية بنت زقر وشريفة السديري وهلا بنت خالد وزهرة بوعلي وحميدة السنان وقلة اخريات لا تحضرني اسماؤهن الآن، فان اكثر المحسوبات على التشكيل يعانين فقرا ثقافيا في صلب اهتمامهن، ولا تستحق اكثرهن الحصول على لقب (فنانة) بالمعايير الابداعية الاولية. وهو ما يعني ان الساحة التشكيلية تعاني ظاهرة مرضية خاصة في التشكيل النسائي.وارجعت التشكيلية هدى العمر استشراء هذه الظاهرة الى انعدام النقد العملي الجاد، داعية المؤسسات الصحفية على رأس القائمة المسئولة عن هذه المواجهة مع الذات الثقافية على حد تعبيرها.ووجهت الفنانة العمر ايضاحا الى من وصفتهم بـ (الزملاء التشكيليين) قائلة: (الساحة تعاني من اشكاليات مركبة، ومن المهم ان يعتني الفنانون بكيانهم الثقافي واشكالياتهم منطلقين من اسسهم الابداعية).وطالبت بقراءة رؤيتها قراءة واعية وغير شخصية، موضحة ان رأيها على صراحته (ليس موجها ضد شخص بعينه او مؤسسة في ذاتها). وقالت: (لقد قلت رأيي عبر حلقتين نشرتهما في جريدة (الجزيرة) واعتقد انهما تكفلتا بايضاح رؤيتي للساحة التشكيلية المحلية).