قطاع النفط البرازيلي فرصة لمن يستغلها
أعلنت شركة بتروبراس البرازيلية عن تخفيض ميزانيتها الاستثمارية بنسبة 25% على مدى الخمس السنوات القادمة ليصل الى اجمالي مبلغ 71 مليار دولار لتغطية الديون المتراكمة عليها لتخفيض تكلفة الاقتراض مع انخفاض معدل الديون للاصول المملوكة لهذه الشركة العملاقة لكي تستطيع التكيف مع اسعار النفط الحالية المنخفضة كون من المتوقع عدم صعودها لمستوى المائة دولار للبرميل خلال السنوات القليلة القادمة. خلال السنتين الماضيتين اتخذت بتروبراس نهجا مغايرا وبدأت ببيع أصولها للمحافظة على السيولة لتسديد المديونيات وقد جمعت من خلال صفقات التخارج من الأصول والامتيازات النفطية المملوكة للشركة ما يزيد على 4 مليارات دولار ضمن خطة لبيع أصول مقدرة بـ14 مليار دولار، وقد كان لشركة ستات اويل النرويجية نصيب من هذه الأصول فقد قامت بشراء امتياز نفطي لأحد الحقول ذي تكلفة الانتاج العالية مستغلة الفرصة المتاحة لها بتملك احتياطي نفطي وحقوق الانتاج له بالاسعار الحالية المنخفضة. تقدر أصول هذه الشركة بأكثر من 400 مليار دولار حسب الارقام المعلنة قبل عمليات البيع ومع تدني اسعار النفط وانخفاض عوائد الشركة تفاقمت المشاكل لديها واتجهت لتخفيض الزيادات السنوية للعاملين لديها وقد اعلن الموظفون البالغ عددهم 11704 تسجيلهم لبرنامج الشركة لتخفيض اعداد العمالة لتوفير مبلغ 10 مليارات دولار وطلبوا ان يتم تسريحهم من الخدمة كما اتجه غيرهم من الموظفين للاضراب نظرا لظروف الشركة المادية السيئة مما اغرى عددا من المؤسسات المالية الغربية للتقدم بعروض شراء لمنشآت الشركة كخطوط الغاز وشبكات التوزيع المنتشرة بأرجاء البرازيل ومنها مجموعة بروكفيلد الاستثمارية المتخصصة بالبنية التحتية التي عرضت 5.2 مليار دولار لشراء إحدى شبكات الغاز المعروضة للبيع من قبل بتروبراس التي تحارب من اجل ايجاد الحل الشامل لهذه التطورات السريعة التي تعصف بالشركة. أصدرت وكالة Fitch العالمية للتصنيف تقريرا هذا العام حول بتروبراس مع التوصية ببيع المزيد من الاصول وقامت بتنزيل تصنيفها بالعام الماضي مع نظرة مستقبلية سلبية مما يزيد الضغط على الشركة البرازيلية المنتجة للنفط التي تمتلك الحكومة حصة الأغلبية فيها وشبه تحتكر العديد من الأنشطة كمحطات تعبئة الوقود وتجارة المشتقات البترولية وأنشطة الاستكشاف والانتاج وتملك وتشغيل المصافي النفطية مع بلوغ اجمالي ديونها 126.4 مليار دولار لتتنازل عن بعض هذه الانشطة المدرة للدخل لتسدد ديونها، وعلى نفس الموضوع صرح رئيس مجموعة فرانك تمبلتون للاستثمار بالاسواق النامية مارك موبيوس بأنه «من المؤسف ان تضطر شركة كبتروبراس للتفكير ببيع قطاعات مربحة كقطاع محطات تعبئة الوقود» بسبب هذه الأزمة مع تراجع عوائد الشركة. ختاما هذه الازمة اظهرت فرصا استثمارية لم تكن ممكنة بل مستحيلة عندما كان سعر برميل النفط حول مستوى المائة دولار، اما اليوم فنرى كبرى الشركات النفط العالمية تبيع اصولا استراتيجية لم تكن تفرط بها في الماضي القريب مما يغري الدول المستهلكة لهذا المورد لتملك بعض الاحتياطيات او حقوق الانتاج ويدفع البيوت الاستثمارية الكبيرة لشراء هذه المنشآت الحيوية المدرة للدخل الثابت.