خطوط طيران ترفع شعار عدم المسؤولية
متاعب المواطنين والمسافرين مع شركات الطيران لا تنتهي، ويبدو أنها عملية مستمرة في ظل عدم تفاعل إعلام تلك الشركات مع الشكاوى والمشكلات الفنية خلال الرحلات، فنحن لا نزال نعاني تأخير السفريات وتعليق العفش، ولربما يسمع الكثيرون عن تلك المشكلات ومثلهم مر بذات الظروف حتى أصبح ذلك ضمن الثقافة السائدة لمن تقوده خطاه الى مطار دولي أو إقليمي، ولا يقتصر الأمر على شركة بعينها وإنما على كثير منها، غير أنني مررت بتجربة مع شركة الخطوط التي أوقفتني على الواقع المرير لمعاناة من كنا نسمع أو نقرأ شكاواهم ومتاعبهم. خلال عودتي في رحلة الإياب عبر الخطوط من جدة الى الدمام عقب أداء فريضة الحج - ولله الحمد والمنة - مررت بأحد أسوأ المتاعب ومعي كثيرون، ولنا أن نتخيل عمليات التفويج الجوية التي تعني كثافة بشرية، وبالتالي تهيئة لمقابلة موسم ذروة في حركة الإركاب، غير أن الواقع كان كالتالي: أنهيت إجراءات السفر، وتم وضع الديباجة الخاصة بحقائبي(رقم العفش) وأنا متجه الى الطائرة تمعنت في ديباجة العفش وجدتها لا تطابق رحلتي فعدت من فوري الى موظف الكاونتر وأخبرته بالمشكلة، والتمست له العذر ابتداء بزحمة الركاب غير أنني وجدت استهتارا من أفراد الطاقم الأرضي انتهى الى أن أذهب الى الدمام وإن شاء الله العفش يكون معي. عند وصولي الدمام لم أجد العفش، فاتجهت شاكيا لمكتب الخطوط وأخبروني بأن الديباجة في الأصل خطأ وما علي إلا الذهاب الى الرياض يمكن أجد عفشي في مطارها. وبالفعل اتجهت الى مطار الملك خالد وأخبروني بأن كل العفش في نادي الخطوط، وهناك وجدت نحو أربعمائة حقيبة تم فيها خطأ بذات ما حدث معي، وبعد جهد عثرت على عفشي رغم الكتابة عليه بوضوح، اسمي ووجهتي ورقم جوالي. وفي الواقع تلك المعاناة في البحث الذاتي عن عفشي الضائع ليست المشكلة بقدر ما هي في محتوياتها، فبجانب أشياء خاصة ثمينة، كانت بها أدوية حيوية مهمة لا تتوفر في الصيدليات الخاصة، وبحثت عنها فيها لم أجدها ما اضطرني لملاحقة حقائبي سعيا وراء تلك الأدوية في وقت أجد فيها ردودا مستهترة من مسؤولي الخطوط وعدم تكليف أنفسهم التواصل مع المتضررين. لا أعلم الى أين تصل بنا هذه المتاعب مع الخطوط؟ فكثيرون داخل صالات المطار يشكون من التأخير والالغاء وسوء المعاملة وضياع الحقائب كما حدث لي، لكن لا حياة لمن تنادي، والسؤال هل لهيئة الطيران المدني دور في حسم هذه الظواهر غير الحضارية؟ولماذا لا تفعل شيئا لوضع حد للاستهتار واللامبالاة وعدم المسؤولية المريع في تعامل مسؤولي الخطوط مع المراجعين طالبي خدماتها المضطرين؟ لابد من حل ولا يمكن ترك الأمور على علاتها دون حساب، فهناك شركات طيران وليدة وحديثة في المنطقة اثبتت قدرات رفيعة في تقديم خدمات راقية ومتطورة ومسؤولة مع قابلية متابعة أي شكوى تصل اليها والتعامل معها باحترافية فيما الوضع لدينا يتراجع ويتعزز بمزيد من عدم المسؤولية، بالتأكيد من السوء بما لا يليق بعراقتنا وقدراتنا وريادتنا ويحتاج الى برنامج إسعافي عاجل في تطوير خدمات الطيران.