بقلم: توم بلات

بهذه الطريقة فقط يكسب الإرهاب الحرب

هناك اتفاق عالمي على أن الصراع بين الإرهاب و الحضارات العصرية المعتدلة يشكل مستقبل السياسة الدولية. هذا الاتفاق العالمي تؤيده دول جنوب شرق آسيا بجميع هيئاتها الداخلية. وتقود الولايات المتحدة هذه الحرب ضد الإرهاب ولكن بوجهة نظر مختلفة.الحرب على الإرهاب لابد ألا يخسرها العالم وإلا سيصبح الإرهاب أسوأ مما كان. الخوف أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تنظر إلى المشكلة بتعال وبطريقة متعجرفة وتحسب أن عندها حلولا لكل شئ ولا تلتفت لنصائح الآخرين. فمثلا في العراق نرى الكثير من الجنود الأمريكيين ومنهم من هم في أعلى رتب الاستخبارات يقتلون ويصابون على أيدي العراقيين والثوار العرب، والإدارة الأمريكية نائمة ومتمادية في العناد. فبدلا من أن تعلن القيادة الأمريكية النصر في العراق وتسلم العراق إلى الأمم المتحدة وتعطي المسئولية للامين العام، تتمسك الولايات المتحدة بفرديتها في إدارة شئون العراق مما يؤثر بالسلب على مستقبل السياسة الدولية.والمشكلة الأسوأ أن إدارة الرئيس بوش مقبلة على انتخابات الرئاسة. فهل ستستمر الولايات المتحدة على عنادها أم ستضع حدا لخسائرها في العراق وتتركها للأمم المتحدة.؟بالرغم من الانتقادات الموجهة إلى الإدارة الأمريكية الحالية إلا أن الاعتقاد السائد في آسيا انه إذا خسرت هذه الإدارة الانتخابات وكسبها الحزب الديمقراطي ستتبخر الطموحات والتطلعات في القضاء على الإرهاب وتحقيق التوازن في العراق. لذلك يرى الكثير في آسيا انه من المصلحة أن تفوز إدارة بوش في الانتخابات لكن بشرط ان تطور من سياستها المتعجرفة.بالنسبة لشمال الأطلنطي، فان الشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا لا يمكن إصلاحه بين عشية وضحاها. وبالنسبة لآسيا فان الصين، التي تعيش مثل اليابان ثورة اقتصادية تناضل من اجل حمايتها و تود تقديم دور عسكري مهم للعالم،تحاول تكييف نفسها مع هذه السحابة السوداء.وإندونيسيا رابع دول العالم من حيث عدد السكان وكبرى الدول الإسلامية قربت على وضع حد لاعمال الإرهاب فيها.هذه النهاية سببها تخلي الإسلاميين المعتدلين عن معتقداتهم بعد أحداث تفجير فندق ماريوت بجاكرتا وتقوية جبهة الرئيس ميجاواتي سوكارنو التي كانت خائفة قبل ذلك من اتخاذ أي إجراء ضد الجماعات الإرهابية من شأنه ان يؤدي الى نتائج عكسية لدى المعتدلين. ولكن عندما قتل الكثير من الإندونيسيين والأجانب في هذه العملية الإرهابية تحول الأمر وقبل المجتمع الإندونيسي بمساعدة استراليا. وتخاف أمريكا وسنغافورة من ان يمتلك الإسلاميون المتشددون زمام الأمور في إندونيسيا في يوم من الأيام. لذلك تحتاج واشنطن في هذه الفترة إلى نوع من ترتيب الأولويات والنظرة الموسعة للأمور.وتود الحكومات في جنوب شرق آسيا تقديم المساعدة. كما تود أن تكون قريبة من صنع القرار. لذلك فمن وجهة نظرنا فان فردية الولايات المتحدة في اتخاذ القرارات ستكون خير داعم للإرهاب. وسوف يكسب الإرهاب المعركة إذا لم نثق اكثر في أنفسنا.@@ اليابان تايمز