«نسيج» وتعزيز قيم التلاحم الوطني
العلم في الصغر كالنقش على الحجر، هذا المبدأ هو ما اتخذه فرع مركز الحوار الوطني بالمنطقة الشرقية، كطريق يسير عليه، ومنهج يتبعه في مشواره الطويل، هذا المشوار الوطني والحيوي الذي لا مناص من النجاح فيه، فالهدف وحدة الوطن، والغاية قوته وتكاتف أبنائه وتعاونهم، كان ذلك عبر مشروع الحوار الوطني (نسيج) الذي يعزز قيم التلاحم في المجتمع السعودي، ونبذ التطرف وابتكار وسائل جديدة للتأثير في شريحة الشباب، بالاعتماد على رفع مستوى الانتماء للوطن، مما يؤدي إلى الحفاظ على النسيج الاجتماعي، من أجل ذلك تم استهداف 75 مدرسة في المرحلة التجريبية، لخمس مدن ومحافظات، شملت الدمام والخبر والظهران والقطيف والإحساء، استفاد منها ألف طالب، عبر إقامة 35 دورة تدريبية وورشة عمل، قدمها مجموعة من المدربين الأكفاء، وتحول قسم منهم إلى شركاء فاعلين مع البرنامج وداعمين له.وبهدوء منقطع النظير، وبلا ضجيج إعلامي، تمكن الفرع، وخلال فترة قصيرة أن يحرز نتائج رائعة، بقيادة الدكتور خالد البديوي كشفتها التقارير والأرقام التي انتهت إليها نتائج السنة الماضية، حيث يشير الدكتور خالد إلى أن الاستبيان الذي قُدم للطلبة قبل بدء الدورة وبعدها، أوضح مدى التأثير الكبير والفائدة الواضحة لتلك الدورات، وعلى سبيل المثال كانت النتائج قبل الدورة تشير إلى أن 54% من الطلبة يرون أن التوافق المذهبي أو المرجعية الفكرية شرط للتعاون، إلا أنهم وبعد الدورة ارتفعت النسبة إلى 90%، كما ارتفع عدد المقتنعين بأن الفجوة كلما اتسعت بين مكونات المجتمع، زادت الفرصة لحدوث خسائر وأضرار، من 53% إلى 95%، هذه النتائج تكونت عبر التعاون من مديري التعليم بالمنطقة الشرقية، وعبر الجهود المبذولة، من قبل المركز والحقيبة التدريبية القيمة التي أدت إلى تلك النتائج.هذا النجاح شجع المركز على وضع خطة طموحة للعام القادم لاستهداف 10000 طالب وطالبة، إضافة إلى التعاون هذه المرة مع جامعة الدمام، حيث تم تشكيل حقيبة تدريبية متميزة، ستقدم- ضمن من تقدم لهم- لطلبة السنة التحضيرية للفصل الدراسي القادم بالجامعة، الحقيبة الجديدة تشتمل على توجيهات وصور وفيديو بطريقة احترافية، تتناسب مع اهتمامات الجيل الجديد، روعي فيها مخاطبة الشاب والشابة باللغة التي يفهمها وتؤثر فيه، بدلا من صيغة الخطاب المباشر، خاصة أن توجهات المركز تشير إلى التركيز على أن الأهداف تهتم بمصلحة الفرد ذاته، لذا فهو معني بها بالدرجة الأولى ومن ثم المجتمع، وهذا ما يجعل الفرد متفاعلا ومتفهما لمحتواها، هذا البرنامج الذي أعده مركز الحوار الوطني سيتبعه برامج أخرى والتي منها، برنامج شركاء والذي يهدف إلى التعاون مع الشخصيات البارزة والمعروفة من أجل أن يكونوا شركاء للبرنامج وداعمين لأفكاره عبر موقعيتهم الاجتماعية والإعلامية، من خلال نشر أفكار مركز الحوار الوطني وتبنيها. كلنا أمل أن يستمر نجاح هذا البرنامج الفاعل والمهم، ويغطي لاحقا مختلف مدن المملكة، والنجاحات التي تحققت تؤكد أن لدينا نماذج طيبة من الشباب، إذا حظيت برعاية بسيطة، فإنها لن تتوانى عن التعاون والعمل بإخلاص من أجل تراب هذا الوطن، ومن أجل وحدته وقوته.. حفظ الله وطننا من كل مكروه.