الأخضر.. وسباق الماراثون..!!
¸¸ في سباق الماراثون، ليس مهما أن تتقدم في البداية أو توسع المسافة بينك وبين المتسابقين في منتصف الطريق، ولكن المهم أن تصل في النهاية قبل من سبقوك في الانطلاقة أو محطات الركض المختلفة قبل شريط الختام.¸¸ والأخضر قبل مواجهة الأبيض الإماراتي في أمسية الجوهرة اليوم الثلاثاء، أبلى بلاء حسنا في الانطلاقة، ووزع لياقته البدنية باقتدار، وتخطى خطر الاستسلام لعواصف السباق بجدارة عندما تعادل مع استراليا، فبرغم خسارته لنقطتين، إلا أنه كسب الثقة من جهة، ومهد لمواصلة الركض للأمتار الأخيرة من جهة أخرى.¸¸ وتعد مواجهة الأبيض الإماراتي بالنسبة للأخضر هي المنعطف الأهم في الماراثون، فهي محطة تتطلب الحفاظ على السير في ركب المقدمة، دون فقدان التوازن حتى لا يتحول دوره في المجموعة، كما هو دور (الأرنب) في سباقات (ام الألعاب) لا سيما المسافات الطويلة، التي تحتاج للنفس العنيد والصبر والمثابرة، مع المحافظة على السير ضمن (ركض) الطليعة.¸¸ (الفنش) القوي لا يؤتي ثماره إلا إذا كنت في قطار المقدمة، أو على أقل تقدير على بعد خطوات تستطيع بمضاعفة الجهد، تخطي من هو أمامك بسلاح الطموح والعزيمة، والتأهل لروسيا 2018 يحتاج من الأخضر هذه الاستراتجية في لعبة (الماراثون) وهي حصد النقاط في المباريات التي تقام على أرضه وبين جماهيره، وعدم التفريط فيها بأي ثمن، حتى إذا ما اشتد السباق في الجولات الحاسمة، يكون قد هيأ نفسه (للفنش) لقص شريط النهاية، قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه، ويجد طريق اليأس وانقطاع النفس في الأمتار الأخيرة، بسبب التفريط بنقاط التعزيز في منتصف الطريق عطفا على النوم بوسادة تخدير نقاط الانطلاقة والبداية، فحينها سيجد المسافة وبين من هم أمامه طويلة، وعندها لا (فنش) يفيد ولا نتائج تغير من خارطة الطريق، ولا إبداع يصنع أفراحا. ¸¸ لذلك فان المطلوب من الأخضر مسؤولا ومدربا ولاعبا وإداريا وجمهورا، إيداع السبع نقاط في خانة التعزيز، لا التخدير، قبل مواجهة المنعطف الهام (الإمارات)، ووضع نتيجة استراليا الأخيرة في وديعة الإنصاف، لا فرح مبالغ فيه، ولا ممارسة فجة بتقليل ما قدمه اللاعبون من أداء وروح ومستوى، أو مواصلة جلد الذات بالإحباط المفروض على الكرة السعودية منذ ما يقارب السبع السنوات الأخيرة، وذلك بالمقارنة السلبية مع حقبة الثمانينات وتسعينيات القرن الميلادي الماضي.¸¸ أعتقد إن الحديث عن المدرب مارفيك لم يعد له رواج، وأعني استمرارية مسلسل ليالي الحلمية بعدم تواجده مع الأخضر أو عمله كمحلل والقائمة تطول، فالنتائج مرضية، ومن الأفضل إقفال هذا الملف لما بعد التصفيات، فالرجل بالأرقام ناجح بدرجة امتياز.¸¸ أما جمهور الجوهرة، فأعتقد أنه اللاعب رقم (1) وليس كما قيل (12)، فهو سلاح أثبت أنه واعٍ، ليس في عدد الحضور، ولكن في لغة التحفيز في الأوقات العصيبة، وكلنا رصد هيجانه وهزه المدرج عندما تقدم الكنغر على الأخضر (2-1)، فحول اليأس إلى أمل للاعبين، وكان ذلك عاملا هاما في تسجيل التعادل، والحقيقة أنه قلب المعادلة، لجمهور يخرج من الملعب في الدقائق الأخيرة لتخلف فريقه، لجمهور يرمي اليأس، ويفترش الأمل.