أخضر الفن والمهارة.. والثقافة الجديدة!!
--حلقت الصقور الخضر عاليا في سماء جدة بثلاثة أهداف في شباك الأبيض الإماراتي قربتهم خطوة جديدة من مونديال روسيا 2018م، فالحلم اقترب أكثر من أي وقت مضى من أجل التأهل الخامس لكأس العالم، وكتابة تاريخ جديد للكرة السعودية. -- الفوز بثلاثية نظيفة على المنتخب الاماراتي في أمسية رائعة على ملعب الجوهرة قدم فيها نجوم منتخبنا السعودي كل فنون اللعبة وسط حضور أكثر من 60 ألف متفرج ازدانت بهم جنبات الجوهرة، في مباراة كانت الكلمة العليا فيها لمنتخبنا الوطني وللفن والمهارة.-- الفوز جميل، لكن الأجمل ثقافة الفوز التي بات عليها المنتخب السعودي، حتى وان حضرت الأهداف متأخرة، فثقافة الفوز عادت بكل قوة ويزيد توهجها من مباراة لأخرى. -- لم يتبدد الأمل ولم نر أي ارتباك في صفوف الأخضر حتى مع تأخر الفوز الى ما قبل نهاية المباراة بـ 17 دقيقة، ولم يتسلل القلق الى نفوس الجماهير الحاضرة في المدرجات لتشكل عامل ضغط على اللاعبين حتى مع تقدم الوقت والنتيجة تشير إلى السلبية. -- أمسية أمس الثلاثاء كانت مثالية في كل شيء، فكل العناصر اجتمعت من أجل تحقيق فوز مهم ليرفع المنتخب السعودي رصيده إلى 10 نقاط متصدرا منتخبات المجموعة الثانية، ومكشرا عن انيابه لمحاربي الساموراي في الجولة الخامسة في نوفمبر المقبل. -- النقطة المضيئة في هذه التصفيات أن رتم الأخضر يتصاعد شيئا فشيئا، فشخصية البطل وشخصية المتأهل بدأت تظهر في الوقت المناسب، فمن بداية صعبة أمام تايلاند، الى فوز مهم على العراق، ثم أداء قوي أمام الكنجارو الاسترالي، ثم فوز بثلاثية نظيفة أمام الابيض، وأعتقد أنه اذا استمر الأداء على هذا الرتم فلا خوف على الأخضر، وستكون النهاية سعيدة لهذا الجيل الذي ينحت في الصخر من أجل إسعاد الشعب السعودي بالتواجد في مونديال 2018 بعد غياب دام 10 سنوات.فوز مريح وصريح حققه الاخضر، بتكتيك مدرب ذكي يثبت في مباراة بعد أخرى انه كان ضالة الأخضر، ويعرف ماذا يفعل ومتى وكيف يكون ذلك. --من حق اللاعبين الاحتفال بفوزهم أمس، لكن من المهم ألا نبالغ في الاحتفال ونعود سريعا إلى أرض الواقع، فالتأهل لم يحدث بعد، فسباق الماراثون يحتاج لنفس طويل حتى نصل لخط النهاية ونحن في المقدمة، بعدما أبلينا بلاء حسنا حتى الآن، وتخطينا مرحلة البداية بكل اقتدار. -- كل ما نتمناه أن يبقى الأخضر في المكان الصحيح، ليكون صوته وضجيجه وفنه وبريقه في المكان الصحيح ليتسيد الساحة، ليعلو صوت الحبر والفضاء والمدرج في كل أنحاء القارة الصفراء. -- الطعن في المدرب فان مارفيك لم يعد مقبولا ولن يكون مسؤولو اتحاد القدم مضطرين بعد الآن للدفاع عن المدرب ولا عن كثرة أسفاره لهولندا لتحليل المباريات، فمارفيك قطع خطوة مهمة نحو حلم التأهل للمونديال الخامس في تاريخ الكرة السعودية، ويريد أن يصنع تاريخا جديدا لمنتخبنا، يتواكب مع الطموحات والتطلعات، وأن يقود السفينة لبر الأمان.