حماية الوطن.. مسؤولية وأمانة مجتمعية
هناك كثير من النعم التي أنعم الله بها على البشرية جمعاء، ولكن لا يشعر الإنسان بقيمة النعمة إلا إذا فقدها، وبات يتألم من فقدانها لأنه لم يعد بإمكانه استرجاعها، ومن أكثر النعم التي انعم الله بها علينا في وطننا الحبيب الأمن والأمان، وعندما نتعمق في مفهوم الامن نجد انه من الحاجات الاساسية للبشر والتي ادرجها عالم علم النفس «ماسلو» في اطار الهرم الترتيبي للحاجات الانسانية، فالأمن يعتبر من أهم متطلبات الحياة البشرية الكريمة، فالانسان اذا لم يشعر بالامان فإنه يفقد قدراته على التعايش أو التفاعل الاجتماعى، وهناك العديد من الدراسات في علم النفس تؤكد ان الانسان لا يستطيع اشباع حاجاته الانسانية الا اذا توافرت حاجة الامن باعتبارها من اهم الحاجات الانسانية التي تسهم في استقرار السلوك الاجتماعي والحالة النفسية للانسان، وهنا نشير الى اهمية شعور البشر بالطمأنية والاستقرار، حيث حفظ الامن بما يتضمنه توافر كافة جوانب الأمن النفسي والاجتماعي والفكري والاقتصادى، وهنا أود أن أؤكد ان الأمن هو مسؤولية جماعية وليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هو مسؤولية المواطنين أيضا، مما يتطلب أهمية التأكيد على مشاركة ومساهمة المواطنين في حماية الوطن ودعم واستقرار منظومة الأمن من خلال التساند والتلاحم الوطني بين كافة الأجهزة الأمنية والمواطنين. ولعل الاحداث الارهابية المنحرفة عن النهج الصحيح التي وقعت مؤخرا، والتي تسببت في ايذاء ابناء الوطن وإيلامنا جميعا، تعد بمثابة انذار وتنبيه والذي يعد ناقوسا للخطر الذي يحيط بنا وتربص اعداء الوطن والدين ببلدنا الحبيب، لذا يجب ان نكون اكثر وعيا وادراكا لجميع المخططات التي تستهدف هذا الوطن العزيز، وهنا يجب تذويب الحواجز بين كافة المواطنين والاجهزة الامنية ودعم جسور الثقة بينهم وذلك من اجل مواجهة محاولات الاختراق الخبيثة التي تستهدف النسيج الوطني المتلاحم، ويجب ان نفعل من آليات التوعية عبر كافة وسائل الاعلام والبرامج الاجتماعية والثقافية لزيادة وعي المواطنين تجاه الافكار الهدامة والأيديولوجيات الماكرة التي تسعي الى النيل من شبابنا وابناء وطننا، مع اهمية تعزيز الامن الفكري عبر المؤسسات التعليمية سواء بالمدارس او الجامعات او المؤسسات العامة والثقافية والاعلامية، فحفظ الامن الفكري لا يقل اهمية عن كافة انواع الامن الاخرى. ان الامن الفكري يحمي المجتمع من الفوضي التي تتمناها المخططات الارهابية لبلدنا، تلك الفوضي التي دفع ثمنها وذاق مرارتها كثير من الاوطان وما زالت الامثلة حية حولنا، ان الوطن هو الارض والعرض، الوطن هو التاريخ والحضارة، ان حماية الوطن لم ولن تكون ابدا مجرد شعار، فانتماؤنا وقوة تلاحمنا وحب وطننا درع واق ضد اي افكار او مخططات ارهابية، فأمن الوطن خط أحمر لا يستطيع احد ان يخترقه مهما كان، ان انتماءنا لوطننا الحبيب يعلو أية انتماءات اخرى مهما كانت، لذا فالمواطنون يجب ان يتحملوا المسؤولية الامنية في تعزيز الامن الفكري والوطني، هذا الامر اضحى اهم محصنات الامن وأكثرها شأنا، كما يجب بذل الغالي والنفيس من اجل يكون وطننا آمنا مستقرا، ونؤكد ايضا تعزيز ثقافة الحماية والمسؤولية الوطنية في ظل مفهوم المواطنة، وترسيخ الثوابت القيمية والمجتمعية، حيث الحقوق والواجبات، فالواجب الوطني يقتضي من كل مواطن على ارض الوطن ابلاغ الاجهزة الامنية الرسمية عن اي تهديد امني عام سواء علي الارواح او الممتلكات، في حالة الاشتباه او الريبة بشأنها، وهذا يعد من مقتضيات الامانة والحرص على حماية الوطن، وفي نهاية كلمتي اللهم احم وطننا وقيادتنا وشعبنا وجيشنا من كل سوء او شر..