هل ما زال عيد ضعيف الشخصية؟!!
¸¸ الفجور في الخصومة في قضايانا الرياضية معضلة كبيرة، تجعل بعض الأقلام والأفواه محل سخرية وتندر بعد تبدل المواقف والنتائج، لاسيما أن مبدأ «مع القوم يا شقرة» كشف لنا ضحالة فكر البعض الذي ينجرف مع التيار تارة، ومع المصلحة تارة أخرى، تحت المقولة الشهيرة «الجمهور عاوز كذا»!!¸¸ وبصراحة أشفقت على أولئك الذين فجروا في الخصومة حد العداوة تجاه رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد، تحت ما يسمى النقد، وهي البضاعة الرائجة في زمن «الردح».¸¸ الصورة لا تحتاج لشرح طويل، أو تقديم برهان، فمن تابع مرحلة الردح والسهام التي وجهت لعيد ومارفيك في التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2018، وقارنها ما بعد استراليا والإمارات، يدرك تماما أن هناك ردحا وليس نقدا مع تبدل المواقف والنتائج.¸¸ وبصراحة أكثر، لقد أيقنت في أكثر من مناسبة أن أحمد عيد الذي يطلق عليه صفة «ضعيف الشخصية» هو ديكتاتور في المواقف الهامة التي لا تتطلب دبلوماسية مع الآخرين، أيا كان هذا الآخر، حتى لو كانت الصورة الظاهرية توحي للجماهير خلاف الحقيقة الداخلية، ولعلي أعرج على ثلاث محطات مفصلية تعطيك عزيزي القارئ الإقناع بدون المكوث لثرثرة «نسوان الحي» في قهوة الضحى لحقيقة أحمد عيد القوي الصارم، ولكن بابتسامة وبدون صراخ، وبكلمات ناعمة تصلح في بعض الأحيان لفهرسة أشعار نزار قباني..!!¸¸ المحطة الأولى عندما عارضه البعض للترشح للمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، حيث ترك للآخرين الكلام، ونفذ ما في رأسه، دون أن يأخذ إذنا من أحد، أو حتى يسمح لمن أراد أن يكون له تابع بمناقشته في هذا الأمر، رغم وجود أسماء أخرى للترشح في هذا المنصب.¸¸ المحطة الثانية عندما كان الردح على أشده في التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2018، وكان عيد يشتم ويسب بسبب مارفيك، حتى أن البعض كان يطالب بإقالته أي المدرب، وبتعجيل رحيل الاتحاد بسبب هذه الكارثة، ولم يسأل عيد عنهم يومئذ، وأصر على استمرار مارفيك، وكسب الجولة حتى الآن، بدليل أن الجميع يغني على مارفيك بلحن الحب، بعد أن كان وجوده عبثا وفوضى وكارثة قدمها اتحاد الكرة «سبحان مغير الأحوال».¸¸ المحطة الثالثة التوجهات المختلفة لتعيين مشرف عام على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم قبل الدخول في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم بروسيا، والجميع يعلم الأسماء المطروحة لهذا المنصب، ومن قبل من؟ واختار عيد مشرف الأهلي السابق طارق كيال، وفي هذا القرار أيضا موقف نابع من صلابة رئيس اتحاد الكرة في اتخاذ القرارات الهامة رغم التوجهات المخالفة له!!¸¸ بصراحة صافية، أعتقد أن النجم أحمد عيد في الملاعب والناجح إداريا عندما كان في الأهلي، فاهم اللعبة المحلية جيدا، لذلك ترك لغة الكلام لغيره، وامتهن لغة الفعل الحاسم بالتوقيت الذي يراه مناسبا.¸¸ وبصراحة أكثر، أعتقد أن الرجل يملك دهاء إلى جانب الذكاء في اللعبة الرياضية المشروعة، فهو يعرف تماما ما خلف الكواليس، ويعرف أكثر أن جل المنتقدين والمطالبين باللوائح والقانون والأنظمة، هم أكثر من يخالفها، والمقام لا يتسع لسردها.¸¸ أحمد عيد صمته ليس ضعفا، وتركه للحبل على الغارب في بعض الأحيان ليس تهربا، وفتحه الباب على مصراعيه لانتقاده وفي بعض الأحيان لشتمه والنيل منه ليس «مشيا جنب الجدار»، ربما مصيدة لغرق البعض في تفاصيل هامشية، ليفوز هو بالعناوين الكبيرة.¸¸ باختصار.. إذا ما خاب ظني، هو رجل يعرف أكثر مما «يهايط» به الآخرون، ولكنه لا يضع النقاط على الحروف إلا في نهاية المطاف.