حوار - أحمد الكاموخ

آن الأوان لتطبيق الخصخصة لنتماشى مع رؤية 2030

في الأعوام القليلة الماضية، وبالتحديد بعد صعود نادي القادسية إلى مصاف أندية دوري جميل، استطاع الفريق أن يقف على أقدام ثابتة في بيئة رياضية مليئة بألغام الديون والمتطلبات المالية، وأصبحت العوائد المالية لبني قادس حتى الآن هي الأميز بالنظر إلى نسبة العوائد والمصروفات على النادي بشكل عام، حيث فاقت إيرادات النادي 47 مليون ريال وبمصاريف بلغت 44 مليون ونصف المليون ريال، وبفائض قارب الثلاثة ملايين ونصف المليون ريال تقريبا.ويقف خلف كل هذا الإنجاز العراب الحقيقي ومهندس الاستثمارات بنادي القادسية محمد الرتوعي والذي أجرت معه (الميدان) هذا الحوار المثير.¿ في البداية نرحب بك. أهلا وسهلا بك وبصحيفة اليوم المميزة بتغطيتها ومتابعتها الرائعة.¿ نبدأ من حيث انعقاد الجمعية العمومية للفريق، القوائم المالية أظهرت حدثا نادرا للأندية السعودية تمثل في وجود فائض في الميزانية العامة للفريق هذا الموسم بواقع ثلاثة ملايين ريال، ما هو تعليقك؟ ما حدث مدعاة للفخر، ورسالة شكر يجب أن ينالها القائمون على الفريق وعلى رأسهم رئيس النادي معدي الهاجري الذي لا يبخل بأي جهد من أجل استعادة الفريق سلسلة الأمجاد والتاريخ العريق للنادي.¿ يعني بإمكاننا أن نقول أن فريق القادسية بلا ديون حاليا؟ لا، غير صحيح، فالفريق لديه بعض الديون والمستلزمات المالية المتراكمة في الفترات السابقة للفريق، لكن ما تم إعلانه في القوائم المالية تمثلت في مصاريف النادي الموسم المنصرم، وبالتالي فإن النادي يسعى بكل الوسائل لإغلاق ملف الديون بشكل نهائي.¿ يبقى الأمر المهم بالنسبة لمحبي قلعة بني قادس، ألا وهو هاجس الرعاة، حيث أنه وكما لا يخفى عليك أهمية هذا الملف الحساس، ماذا فعل فريق القادسية من أجل ذلك؟ بعد العودة إلى مصاف أندية دوري جميل، وهو المكان الطبيعي لأول أندية المملكة تحقيقا للألقاب القارية الكروية، كان من الواجب البحث عن الرعاة من أجل تخفيف العبء المالي من على كاهل أعضاء الشرف والمردودات المالية المتواضعة المتمثلة في عوائد النقل التلفزيوني والإعانة السنوية من الهيئة العامة للرياضة، وبالتالي فالفريق سعى بكل الوسائل الشرعية من أجل توفير رعاة للنادي تليق بحجم الفريق، وهذا ما تم إنجازه.¿ وكم عدد رعاة الفريق حاليا؟ حاليا تتولى خمس شركات رعاية الفريق الأول لكرة القدم، من ضمنها (GREE) الراعي الرسمي لفريق كرة القدم الأول.¿ إذا هل نستطيع القول بأن نادي القادسية قد أمن مداخيل النادي المالية؟ ليس بعد، فالطموح لن يقف على هذا الحد، حيث أن الفريق يسير بخطى ثابتة وبشكل جيد من الناحية المالية.¿ وماذا عن الفئات السنية والألعاب الأخرى المختلفة؟ فريق العمل الخاص بالاستثمارات داخل النادي يعمل من أجل توفير رعاة رسميين للفئات السنية والألعاب الأخرى المختلفة، ولا أخفيك بأن الفريق قد قطع شوطا كبيرا في هذا الملف، ونظرا لإقبال ورغبة العديد من الشركات برعاية الفريق، فإن النادي بصدد التوقيع مع شركة لإدارة استثمارات النادي.¿ كل الأندية تبحث عن المداخيل الخاصة بها بغض النظر عن ملف شركات الرعاية، فما الذي قامت به إدارة نادي القادسية في هذا الأمر؟ هذا هو لب الموضوع الذي نسعى لتحقيقه للنادي، حيث أصبح ذلك شغلنا الشاغل من أجل توفير مداخيل مالية لإدارات النادي المتعاقبة، وبالتالي فإننا ولله الحمد نجحنا في ذلك بعد حصولنا على الموافقة لإنشاء فندق ومعسكر متكامل للنادي من الجهة الجنوبية للنادي، وقد شرعنا في العمل عليه رسميا، بالإضافة إلى إنشاء 3 عمائر سكنية في نفس الجهة، وكذلك الموافقة على إنشاء محلات تأجير ومطاعم في الجهة الشمالية من النادي، كما أن فريق القادسية يشتهر بأنه (منجما) لتصدير النجوم، ذلك لأن أكبر الصفقات القياسية في تاريخ كرة القدم السعودية كان يقف خلفها أبناء النادي، وعلى الذكر لا الحصر ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وياسر الشهراني وسعود كريري وغيرهم الكثير، ومن هذا المنطلق فإن استقطاب النجوم الواعدة وصقلها من أجل بيعها سياسة قد تأخذ بعين الاعتبار كما هو الحال عند أندية أوروبية عريقة كبورتو البرتغالي وإياكس الهولندي وبالتالي فإن لجنة الاستثمار بنادي القادسية ومن قبلها رئيس النادي يضعون نصب أعينهم هدفا نرى بشائر الخير تطل برأسها في الأفق.¿ وما هي تلك الأهداف التي وضعتها إدارة القادسية. في الحقيقة هو أن النادي يسعى لأن يكون أفضل الأندية السعودية من حيث العوائد المالية الخاصة به دون النظر إلى شركات الرعاة وعوائد النقل والإعانات، حيث تأمل إدارة النادي حاليا في أن يكون الهدف توفير مبلغ 10 ملايين ريال سنويا متمثلة في إيرادات النادي الخاصة، حيث ارتبطت تلك الفكرة شكلا ومضمونا برؤية المملكة العربية السعودية الاقتصادية 2030.¿ وما الذي قامت به إدارة النادي لاستثمار المرافق العامة للفريق؟ من المهم أن يعلم الجميع أن نادي القادسية ليس حكرا على رياضة كرة القدم، بل ليس حكرا على الرياضة بشكل عام، فهناك أمور اجتماعية وثقافية سعت الإدارة في تحقيق وتطبيق تلك الأمور، ولهذا فإن لجنة الاستثمار بالفريق راعت الكلمات الثلاث الموجودة على شعار الفريق (رياضي - ثقافي - اجتماعي) حيث استطاعت اللجنة التوقيع مع ثلاث شركات خيرية تمثلت في (ارتقاء - إطعام - بصيرة) وذلك يأتي امتدادا لسلسة الشراكات الاجتماعية للنادي، ناهيك عن أن الإدارة بصدد عمل مركز تأهيل للإصابات على أعلى المستويات وذلك من أجل تأهيل المصابين من اللاعبين وذوي الاحتياجات الخاصة، ولا أخفيك سرا إن قلت لك بأن النادي قد أبرم عقدا بتوقيع شراكة مع إحدى أكبر معاهد اللغة الانجليزية وذلك لتوفير بيئة ثقافية وصحية للعاملين والمنتسبين للنادي، حيث سيكون لهذه الشركة فرعا رسميا داخل النادي يحق للجميع الاشتراك فيه وبأسعار مغرية، وسيقدم هذا المعهد الدورات في مختلف المجالات الإدارية والمالية والتسويقية، وهي خطوة غير مسبوقة لأي من أندية المملكة على وجه العموم، أما مرافق النادي فهي متاحة للجميع وبأسعار رمزية، بالإضافة إلى العضوية، كما تم الانتهاء من توقيع عقد مع أحد المطاعم من أجل تقديم الوجبات الغذائية للنادي وتغطية الاحتياجات الغذائية في معسكرات الفريق، بالإضافة الى أن الفريق واعتبارا من الموسم القادم سوف يقوم ببيع أطقم النادي الرياضية عبر متجر خاص سيتم توفيره داخل أروقة النادي، ومن هنا أحب أن أنوه إلى أن إدارة نادي القادسية تتشرف في تقديم عضويات النادي إلى أبناء شهداء الواجب مجانا وبشكل دائم.¿ كرئيس للجنة الاستثمارات بنادي القادسية، كيف ترى مستقبل الخصخصة للأندية السعودية. أرى أنه قد آن الآوان لتطبيق الخصخصة مع توجه الدولة إلى رؤية 2030، لأن ذلك سيوفر بيئة رياضية صحية على أعلى المستويات، ومن أجل ذلك فإن إدارة القادسية تعمل على ذلك كي تتوافق رؤيتها مع رؤية المملكة، فالأهداف في ذلك هو أنه في حال تطبيق الخصخصة فسيكون نادي القادسية من أقوى تلك الأندية ماليا، وفي حال لم يتم التطبيق، فعلى الأقل أن الفريق سيكون بلا أعباء مالية على الدولة في ذلك الوقت.¿ هل من كلمة أخيرة؟ أتوجه بالشكر لك ولكل القائمين على صحيفة اليوم المتميزة، وطالما أن الشيء بالشيء يذكر، فكان لزاما علي أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى شركة اكسترا متمثلة في الأخ عبدالله الفوزان، حيث كانت لرعايتها للفريق الأثر الإيجابي الكبير مع نادي القادسية، وأتقدم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ قاسم العرفج لإنهاء وسهولة عملية التفاوض لتوقيع عقد الرعاية مع شركة (GREE) كراعي رسمي للفريق الأول لكرة القدم، حيث لم تستغرق المفاوضات سوى نصف ساعة، والشكر موصول للقراء. ![image 0](http://m.salyaum.com/media/upload/280fbf71cc830a73cf2ee51eca325b34_98197.jpg)الرتوعي يتحدث للمحرر ![image 1](http://m.salyaum.com/media/upload/78d1cc52c84d9d096fc0f8af786cc23d_98238.jpg)معدي الهاجري ![image 2](http://m.salyaum.com/media/upload/23afc3b7179ce5b4e61de040a191bbc0_98309.jpg)