هدنة اليمن تدخل يومها الثاني على وقع خروقات الميليشيات
اعترضت قوات التحالف العربي ثلاثة صواريخ باليستية أطلقتها ميليشيات الحوثي على محافظة مأرب (وسط اليمن). كما قصفت طائراته مواقع للانقلابيين على مشارف العاصمة صنعاء، بحسب ما افاد شهود عيان الجمعة. فيما تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تحرير مواقع استراتيجية جديدة في منطقة علب بمحافظة صعدة شمال البلاد. في حين واصلت الميليشيات الحوثية ولليوم الثاني على التوالي خروقاتها للهدنة على الحدود السعودية اليمنية، حيث شهدت عدة مناطق حدودية إطلاق مقذوفات عسكرية استهدفت المدن والقرى المجاورة. وأوضح التحالف أمس أن ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح قاموا بخرق الهدنة منذ دقائقها الأولى وتعهد بمواصلة الالتزام بها مع الرد على مصادر الخروقات. وفي تعز (جنوب) واصلت المليشيات خرقها للهدنة حيث قصفت الأحياء السكنية فأوقعت عددا من الجرحى، كما واصلت حصارها للمدينة ومنعت وصول المساعدات الإغاثية إليها.واستمر خرق الحوثيين للهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة بعدة محافظات وتكررت في محافظات الجوف والضالع وشبوة، إضافة إلى مديرية نهم البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء. وشملت الخروقات أغلبية نقاط التماس الساخنة.خروقات الحدودولليوم الثاني على التوالي واصلت الميليشيات الحوثية خروقاتها للهدنة على الحدود السعودية اليمنية، حيث شهدت عدة مناطق حدودية إطلاق مقذوفات عسكرية استهدفت المدن والقرى المجاورة، ففي محافظة صامطة سقطت صباح اليوم مقذوفات على منطقة «الجراديه» المأهولة بالسكان، وتضررت على أثرها ممتلكات عامة دون خسائر بشرية، فيما جاء الرد العسكري السعودي مباشراً باستهداف منصات إطلاق المقذوفات قبالة «الطوال» بحسب «العربية نت». بدورها شهدت منطقة «الحرث» الحدودية في جازان خروقات جديدة قبالة «جبل الدود» من قبل الميليشيات الحوثية لليوم الثاني، بعد أن استهدفت في يومها الأول منطقة سكنية نتج عنها إصابتان لمواطن وابنته.وفي منطقة «الربوعة» الحدودية في ظهران الجنوب استهدفت المدفعيات السعودية تجمعاً للحوثيين، بعد أن بدؤوا بمواجهة عسكرية مباشرة دون أي اعتبار للهدنة المتفق عليها.قطاع نجران هو الآخر كان مسرحا لخروقات قامت بها الميليشيات الحوثية بإطلاق قذائف هاون على مواقع جبلية دون وقوع أضرار.وكان وزير الخارجية عادل الجبير، قد ندد بالخروقات التي يرتكبها الانقلابيون الحوثيون خلال الهدنة التي دخلت مبدئيا حيز التنفيذ في اليمن الأربعاء، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي جون كيري الذي طالب الحوثيين باحترام بالهدنة، واتفق مع الجبير على حق المملكة في صد صواريخ الميليشيات.تقرير الخروقاتوفي اليمن كذلك تحدثت إحصائيات عسكرية أولية عن مقتل 400 شخص و700 جريح من كافة شرائح المجتمع اليمني إثر الألغام التي تم زرعها من قبل الميليشيات الانقلابية في عدة مدن يمنية.وقال مسؤولون في البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام «أن زراعة تلك الألغام تمت بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط إن كل ما تم نزعه من تلك الألغام والمتفجرات تم تدميره والتخلص منه، مما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعاً وكشفها بسهولة».الى ذلك أعلن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن رصده لخروقات الحوثيين في مختلف الجبهات منذ الدقائق الأولى لسريان الهدنة التي أعلن عنها ليل الأربعاء- الخميس.وقال التحالف اليمني: «إنه سجّل» 125 خرقا قامت بها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في الساعات العشر الأولى من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف الليلة قبل الماضية». كما ذكر التقرير «أن الأعمال العسكرية التي اخترقت بها جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح أسفرت عن سقوط قتيلين و(12) جريحا معظمهم من المدنيين وتحديدا في مدينتي مأرب وتعز بالإضافة لتدمير العديد من المنازل والمنشآت العامة والخاصة». كما وثق فريق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (125) خرقا ارتكبتها جماعة الحوثي المسلحة وحلفاؤها من القوات الموالية للرئيس السابق وذلك في ثماني محافظات فقط هي (تعز، البيضاء، حجة، مأرب، صنعاء، الجوف، شبوة، الضالع). ولفت الى أن الأعمال العسكرية التي اخترقت بها جماعة الحوثي وقوات المخلوع أسفرت عن سقوط 2 قتلى و(12) جريحا معظمهم من المدنيين وتحديدا في مدينتي مأرب وتعز بالإضافة لتدمير العديد من المنازل والمنشآت العامة والخاصة.وقال التقرير: «بالرغم من حدوث مواجهات وتبادل لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة إلا أن جميع المعطيات والوقائع الموثقة تشير إلى أن جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح هي أول من اخترقت الهدنة في الدقائق الأولى لسريانها مما دفع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى التصدي لتلك الخروقات ـ طبقا لمشاهدات الفريق والاستدلالات التي استطاع جمعها».وأضاف التقرير: «ان الوقائع والأحداث الموثقة تشير إلى أن جماعة الحوثي وحلفاءها من القوات الموالية لصالح باشرت الهدن الثلاث بخروقات جسيمة منذ الدقائق الأولى لسريانها في المحافظات الملتهبة، حيث تنوعت تلك الخروقات بين (قصف للأحياء والتجمعات السكنية، استهداف لمواقع الجيش الشرعي والمقاومة بمختلف الأسلحة، منع دخول الإغاثة إلى عدد من المدن والمحافظات اليمنية المحاصرة، تنفيذ حملات واسعة للمناوئين في المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة وحليفها صالح، مداهمة المنازل والمنشآت العامة والخاصة) الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين والجيش الشرعي والمقاومة الشعبية معظمهم في محافظة تعز».وقفة احتجاجية بصنعاءعلى صعيد ذي صلة، استنكرت رابطة أمهات المختطفين تكبيل أبنائها بالقيود في سجون ميليشيا الحوثي وصالح المسلحة في وقفة نفذتهاأمام مقر الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء. وقالت الرابطة في بيان لها امس: «أن الحوثيين قاموا بتقييد المختطفين بالسلاسل من أرجلهم في سجن الأمن السياسي بصنعاء وتحويل بعض المنازل السكينة لمعتقلات سرية لتعذيب المختطفين». وذكرت في البيان أنه ما يزال المئات من أبنائها مختطفين في سجون جماعة الحوثي وصالح يتعرضون للتعذيب والتجويع الشديد موضحة في الوقت ذاته أن زيادة عدد المختطفين جعل الميليشات تستخدم منازل سكنية كمعتقلات سرية للتعذيب.الحوثي يعترفوعلى صعيد آخر، أعلن رئيس ما يسمى المجلس السياسي المشكل مناصفة بين الحوثيين وصالح، عجز سلطتهم في صنعاء عن دفع رواتب الموظفين. وقال صالح الصماد إن قرار نقل البنك المركزي الى عـدن عمل على تأخر الرواتب، وذلك في اول تصريح رسمي من جماعة الحوثي بشأن الرواتب. وجاء هذا الاعتراف الحوثي بعد ان كانوا قد قللوا في وقت سابق من اهمية قرار الرئيس عبدربه منصور هـادي، وأصدروا عددا من التصريحات التي تؤكد قدرتهم على دفع الرواتب. ولم يجد صالح الصماد في تصريحه سوى الأمم المتحدة لتحميلها مسؤولية تأخر رواتب الموظفين.ويرى مراقبون اقتصاديون ان تراجعا لحوثيين مؤخرا عن تلك العنتريات، يكشف عن جهلهم في التعامل مع الجانب الاقتصادي، فضلا عن ممارساتهم التي اوصلت الوضع الاقتصادي في اليمن الى الكارثة.