الأبراج التجارية.. غياب التنسيق وعدم الالتزام بالشروط ينذران بكارثة مرورية

أزمة مرور جديدة تنذر بها الأبراج التجارية والبنايات السكنية متعددة الأدوار التي تنتشر في العديد من الشوارع الرئيسة في المنطقة الشرقية، والتي يفتقر أغلبها لعدد كاف من مواقف السيارات، حيث يضطر كثير من العاملين في تلك الأبراج أو الذين يرتادونها لقضاء مصلحة ما إلى ركن مركباتهم على جوانب الشوارع المجاورة لتلك الأبراج والوقوف المزدوج عليها في كثير من الأحيان، وبعضها يقوم بإغلاق مسارات شوارع فرعية أو مداخل ومخارج مواقف الأبراج مما يتسبب في اختناقات مرورية خاصة أوقات العمل.ويرى مواطنون أن ازمة المرور التي يتسبب بها شح المواقف لتلك الأبراج يعود لعدم التنسيق لإنشاء مواقف كافية، مما يؤدي إلى قيام البعض بتجاوز قوانين وأنظمة المرور، فملاك الأبراج والعمارات السكنية متعددة الأدوار عند قيامهم بأعمال البناء لا يخصصون لها مواقف كافية تتناسب وحجم البناء، رغم وضوح قرار «البلديات» والذي يلزم صاحب البناء بتوفير مواقف كافية لسكان تلك العمارات ورواد المجمعات والأبراج والعاملين فيها.«اليوم» قامت بجولة على عدد من الابراج الواقعة على طريق الملك فهد (الدمام - الخبر) والتقت بسكان الأحياء القريبة منها للتعرف على مشكلاتهم، حيث يقول «أبو فيصل» الذي رفض التصوير: انه منذ افتتاح البرج والسكان المجاورون له يعانون من ازدحام المواقف كون الكثير من موظفي الشركات العاملة في البرج يركنون مركباتهم في المواقف القريبة من المساكن وينتهي عملهم اليومي في وقت متأخر مما يدفعنا نحن السكان إلى ركن سياراتنا في مواقف بعيدة عن منازلنا لعدم اتساع مواقف البرج لسيارات الموظفين ورواده خاصة أوقات الظهيرة، متمنيا مركبات تقف بشكل مخالف لعدم سعة الموقفعلى أصحاب تلك الابراج تذكير موظفيهم بعدم الوقوف أمام منازلنا وتوفير مواقف كافية لهم داخل تلك الابراج.وفي موقع آخر التقينا بأحد سكان الحي الذي رفض ذكر اسمه أو لقبه مبررا ذلك لعدم اقحامه في مشاكل مع صاحب البرج خاصة وهو صديق له، مشيرا إلى ان سكان الحي يعانون من وجود الابراج في حيهم لعدم وجود مواقف كافية فيها مما يضطر العاملين في تلك الابراج لإيقاف سياراتهم في مواقفنا الخاصة مما يشكل لنا معاناة وخاصة كبار السن الذين يسكنون بالقرب من البرج، وأشار إلى ان بعض السكان حاول إيجاد حلول للمشكلة مع المسئولين عن البرج دون جدوى، مطالبا بأن يكون هناك تدخل من البلدية لحل المشكلة لأنها هي من منحت رخصة البناء دون أن تتأكد من وجود مواقف كافية للسيارات.ويقول فهد الحربي في موقع آخر لأحد الابراج: للأسف موظفو الشركات التي تعمل بالبرج اصبحوا كأنهم أصحاب للمنازل ويقومون بركن سياراتهم في اقرب موقف حتى لو كان ذلك الموقف خاصا بصاحب المنزل وحاولنا جاهدين لحل المعضلة بكتابة لافتات بعدم الوقوف دون جدوى، وأضاف: والمشكلة الأكبر ان السيارات أصبحت تقف بشكل مزدوج في الشارع حتى أنه في أوقات الذروة يصبح الشارع مغلقا حتى يتم انتهاء الدوام اليومي للموظفين في البرج، وتمنى الحربي أن يكون هناك تواجد لدوريات المرور بشكل متواصل لمحاسبة المخالفين. عدم كفاية الموقف متعدد الطوابق في المبنى دفع المراجعين لركن مركباتهم خارجهويقول ناصر اليامي في مدينة الخبر: نعاني من مشكلة المواقف ووجود عشرات المركبات الواقفة على جوانب الطرق، فلا يوجد شخص منا خرج لقضاء حاجة أو غرض لا يستغرق قضاؤه خمس دقائق إلا وظل ما يقارب الساعة يبحث عن موقف، متسائلا كيف سيكون الحال في المستقبل مع بناء كثير من الأبراج في العديد من مواقع المدينة، والتي يفوق عدد الموظفين والمراجعين لكل منها ثلاثة آلاف، وما يتم تخصيصه لكل منها مواقف تكاد تتسع لـ500 سيارة كحد أقصى، وإذا ظللنا هكذا سنواجه كارثة مرورية ما لم نتدارك المشكلة بتخصيص قدر كاف من المواقف لكل مبنى جديد.وأكد احد المهندسين المهتمين بالتخطيط العمراني ان العالم يتسابق في إنشاء مواقف متعددة الطوابق للسيارات منها المزودة بأنظمة أوتوماتيكية، ومنها مواقف تعمل باستخدام آلة رفع الهيدروليك، ومنها مواقف آلية صممت على شاحنات متحركة وغيرها، ونحن مواقفنا مازالت تلتهم مساحات، وهذا ليس شحا في المواقف وإنما لغياب التخطيط السليم والرؤية المستقبلية. شوارع جانبية تحولت لمواقف سياراتوعن الحل الأمثل لمثل هذه المشاكل قال: الحل يكمن في إنشاء مواقف عامة جديدة متعددة الطوابق، أو بإعادة تأهيل المواقف الحالية على هذا الأساس واستغلالها الاستغلال الأمثل مما سيفسح المجال لوقوف أضعاف عدد السيارات التي كانت تقف في المواقف الحالية، وستساهم بشكل كبير في حل أزمة المواقف إلى جانب كونها تعطي جمالية ومنظرا حضاريا ناهيك عن سهولة إيجاد مكان لركن المركبة سواء في وقت الذروة أو في أي وقت عادي، أو ينظر إليها من جانب استثماري سهل لا يحتاج لمعدات ومصاريف باهظة وإنما يدر مردودا جيدا أي جعل هذه المواقف برسوم كما هو متبع في كثير من المواقع، بالإضافة إلى أنها ستفتح بابا لتوظيف عدد من الباحثين عن العمل، وأما الجانب الآخر فهو ما يتعلق بإلزام المنشآت الجديدة بأن تضع في مخططها ملحقا مخصصا كمواقف للمركبات. شوارع جانبية تحولت لمواقف سياراتويقول أستاذ التخطيط والعمارة بجامعة الدمام الدكتور عثمان الشمراني: إن إنشاء الابراج يخضع إلى اشتراطات البلدية وهي متشددة بذلك وهناك أبراج كثيرة وفرت أعدادا كافية من المواقف بينما البعض لم يوفر ذلك وهذا ما سبب مشكلة لضيق بعض الشوارع، وتساءل كيف للبلدية مخالفة مواطنين عند قيامهم بمخالفات في بناء منازلهم ولا تطبق شروطها على تلك الابراج.وأضاف: هناك اشتراطات للبلدية لبناء الأبراج منها لابد من توفير مواقف كافية للموظفين والمراجعين وهذا أمر مهم يستحق الوقوف عنده والاهتمام به، ونسبة الأعداد في بناء المساكن أن كل ثلاثة أشخاص لهم موقف واحد فما بالك بالابراج حيث ان الدور الواحد لا يقل عن 50 موظفا ولو ضربنا عدد الموظفين في عدد الادوار سيكون هناك عدد كبير من الموظفين بالاضافة الى المراجعين من خارج البرج لذلك لابد من توفير مواقف كافية لا تقل عن 5000 موقف لكل برج. مركبات تغلق الطريق في وضح النهارواوضح مدير السلامة المرورية بشركة أرامكو المهندس سلطان الزهراني أن من اشتراطات الأمانة توفير مواقف كافية لإنشاء أي برج وخاصة على الطرق السريعة، كما أن من اشتراطات لجنة السلامة المرورية وتوصياتها أنه على جميع المحلات التجارية والابراج توفير مواقف كافية لمنع الاختناقات المرورية بهذه المناطق والأمانة هي المعنية بهذا الأمر.من جهته اوضح مدير العلاقات العامة بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أن من اشتراطات التخطيط العمراني لبناء أي برج هو أخذ التصريح والذي لا تتم الموافقة عليه الا بعد أن يوضح التخطيط وجود مواقف محددة وكافية حسب عدد أدوار البرج ليتم له التصريح بالبناء وبعد الانتهاء لا يتم إطلاق التيار الكهربائي إلا بتوفير تلك المواقف المشروطة.