عبدالمحسن العثمان أكد أن المستشفى الجديد إضافة للقطاع الصحي بالمملكة

في ظل الحراك المتطور والشامل الذي تشهده وزارة الصحة انطلاقا من مسؤوليتها في وضع السياسات الصحية وتنفيذها لتغطية المواطنين بالخدمات الصحية بكل عناصرها، ومع تنامي الطلب الكبير على الخدمات الصحي، باتت التحديات تستوجب مشاركة القطاع الخاص مع الدولة في إقامة الصروح الطبية المتطورة التي تتناسب مع ارتفاع مستوى وعي المتلقي للخدمة الصحية وثقافته وارتفاع سقف توقعاته وتكاليف العلاج. وفي نفس السياق كشف الرئيس التنفيذي لشركة العثمان القابضة عبد المحسن العثمان لـ»اليوم» عن ابرز الخطط المستقبلية لتنفيذ مشروع مستشفى السلام ومكونات المشروع والتخصصات الطبية التي سيتميز بها، والقيمة المضافة للقطاع الطبي بالمنطقة الشرقية والشريحة المستهدفة بالاضافة الى برامج المسؤولية الاجتماعية للمستشفى تجاه المجتمع المحيط. وفيما يلي نص الحوار...اهتمام إستراتيجي ■ كم يقدر حجم القطاع الصحي في المملكة و ما الفرص المتاحة حاليا في السوق؟- يعد القطاع الصحي في المملكة من اكبر القطاعات الصحية في المنطقة الخليجية من حيث الحجم والنشاط والفرص، والتميز بالالتزام بالمعايير العالمية ويشكل تطوير الرعاية الصحية اهتماما استراتيجيا في التوجهات القائمة سواء من قبل الدولة أو القطاع الخاص، وانعكس هذا الاهتمام في النمو المتواصل لأوجه الإنفاق والاستثمار وزيادة المرافق والموارد الصحية ويأتي الانفاق على القطاع الصحي في الميزانيات العامة للدولة في المركز الثاني بعد القطاع التعليمي في المملكة وبلغت نسبة الزيادة في السنوات الخمس من عام 1432/ 1433هـ (2011م) إلى عام 1436 /1437هـ (2015م) حوالي 133%. وقد نما عدد الأسرّة في المستشفيات الخاصة على مدى السنوات الخمس الأخيرة بنحو 22٪، مقارنة مع 6.5٪ نسبة النمو في إجمالي عدد الأسرّة في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة. وعلى الرغم من ذلك، مازالت المستشفيات الخاصة تمثل فقط 31% من إجمالي عدد المستشفيات في المملكة، وتستأثر بأقل من ربع إجمالي عدد الأسرّة المتاحة في القطاع، مما يدل على أن هناك فرصة كبيرة للاستثمار في توسيع قدرات القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية، لاسيما في ظل الارتفاع المستمر في أعداد المرضى الناتجة عن تزايد عدد السكان في المملكة بشكل عام. الاحتياجات الصحية ■ كيف طرأت إقامة هذا المشروع الصحي الضخم؟ وما أولى الخطوات التي بدأتم بها؟- هناك العديد من الأسباب التي دفعتنا للاستثمار في هذا القطاع منها:1. النمو المزدهر لحجم السوق وازدياد الطلب على أسرة المستشفيات بشكل عام والمستشفيات الأهلية ذات الجودة العالية بشكل خاص لتنامي الثروة الخاصة لدى الأشخاص ورجال الأعمال. 2. مدى الانتشار الزائد على نحو استثنائي لفئات بعض الأمراض المزمنة في المملكة.3. التغيرات في بنية الخدمات الصحية وإقامة مجلس الضمان الصحي الذي ينظم التأمين الإجباري على منسوبي جميع الشركات والمؤسسات.4. صدور الأمر السامي الكريم بالموافقة على نظام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية منذ عام 1413هـ ساعد على وضع الضوابط والمعايير الصحيحة لممارسة المهن الصحية وتطويرها. 5. الصحة أغلى شئ عند الإنسان ويبحث الجميع عن أفضل الخدمات الطبية أيًا كان موقعها حتى لو سافر خارج المملكة ولم يدخر أحد وسعا في نفقات العلاج الطبي خاصة العلاج المتميز مما يساعد على تحقيق عائد مناسب للمستشفيات المتميزة.فكانت أولى الخطوات دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع مع إحدى الشركات العالمية تلاها اختيار الموقع المناسب.كفاءات عالمية ■ حدثنا عن توقعاتك لمعدلات نمو القطاع الصحي بالسنوات القادمة ومستقبل القطاع في ظل رؤية المملكة 2030؟- يتوقع ان يشهد القطاع الصحي الخاص سواء على مستوى المنشآت الطبية التي تقدم الخدمات العلاجية والتشخيصية للمرضى، او على مستوى شركات التأمين الصحي التعاوني تطورا وفرصا استثمارية متنامية خلال الفترة القادمة. وأعلنت حكومتنا الرشيدة في ظل رؤية المملكة 2030 عن إرساء منظومة صحية في إطار تطوير منظومة الخدمات الاجتماعية لتكون أكثر كفاءة وتمكينا وعدالة، كما أعلنت الدولة أنها ستولى اهتماما خاصا بالمواطنين الذين يحتاجون الرعاية الدائمة.ولقد شاهدنا كيف بدأت حكومتنا رعاها الله بجهود كبيرة لتطوير المنظومة الصحية خلال العقود الماضية والتي كانت نتائجها أن بلغت عدد الأسرة (22) لكل 1000 نسمة ولدى المملكة أفضل الكفاءات العالمية في أدق التخصصات الطبية كما ارتفع متوسط العمر للفرد خلال العقود الثلاثة الماضية من (66) إلى (74) عاما.ومما لا شك فيه ان القطاع الخاص سيكون له دور مشارك مع القطاع العام في تحسين جودة الخدمات الصحية.قرارات تشجيعية ■ هل ترى أن إقامة المشروع في هذه الفترة الاقتصادية مغامرة؟- في ظل الظروف الحالية قد يعزف بعض المستثمرين عن الاستثمار في هذا القطاع مما يعتبر أيضا فرصة للتنافس، لكن بالتخطيط السليم والجيد بالإمكان أن نتغلب على الصعوبات التي قد تواجه السوق. وحقيقة أنه من أهم العوامل المشجعة للتوجه في هذا الاستثمار القرار الملكي الكريم الذي صدر قبل سنوات قليلة برفع الحد الأعلى في برنامج «تمويل المستشفيات الخاصة» في وزارة المالية من 50 مليون ريال الى 200 مليون ريال. ونحن نشيد بهذا القرار الواعي والمشجع من المقام السامي للقطاع الخاص والذي يساعد على إقامة صروح طبية متميزة كما هو مبين في مشروعنا.موقع متميز ■ ما سبب اختيار المنطقة الشرقية وبالتحديد طريق الملك فيصل لإقامة المشروع؟- دراسة واختيار الموقع جاءت بناء على توصيات دراسة الجدوى الاقتصاديه للمشروع من حيث عدد المناطق التي سيخدمها المشروع ويتميز موقع المشروع بوقوعه في قلب طريق الملك فيصل الذي يعتبر الشريان الثاني بين الدمام والخبر جنوب الراكة وسيخدم العديد من المناطق أهمها حي الراكة السكني والخبر ومنطقة جامعه الدمام.كما أنه في ضوء معدل النمو السكاني للمملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص حيث يصل عدد السكان السعوديين في محافظات المنطقة الشرقية لأكثر من 3 ملايين نسمة إضافة إلى ما يقارب المليون نسمة من غير السعوديين المقيمين في محافظات المنطقة الشرقية.ومما تؤكده الدراسات أنه لا يزال هناك حاجة الى مراكز طبية جديدة لكون التعداد السكاني في تزايد مستمر ويصحب ذلك الحاجة الى دعم مالي ضخم ليقوم القطاع الخاص بتوفير الشق الأكبر منه.مستشفى متكامل ■ كم ستكون مساحة المستشفى؟ والسعة السريرية لهذا المشروع وأبرز التخصصات؟- مساحة المستشفى 49 ألف متر مربع، ويبلغ عدد الأسرة 260 سريرا كمرحلة أولى وتوسعة مستقبلية تمتد إلى 400 سرير.نسعى منذ البداية الى إقامة مستشفى متكامل في التخصصات من عيادات خارجية، أقسام الطوارئ والأشعة والغسيل الكلوي، العمليات بالإضافة الى غرف التنويم، بالإضافة الى التركيز على مراكز التميز بما يتماشى مع الخصوصيات الصحية السعودية (صحة المرأة، صحة الطفل، القلب والأوعية الدموية ورعاية الحالات الحرجة، الأسنان والأمراض الجلدية).كوادر وطنية ■ متى سيرى هذا المشروع النور وما خططكم في توطين الوظائف؟- كما لا يخفى عليكم أن هناك ندرة في الكوادر الطبية الوطنية سواء على مستوى الأطباء من ذوي الأسماء المشهورة أو قطاع الصيدلة، إلا أن خطتنا هي الأولوية في توظيف الكوادر الوطنية من السعوديين ومن المتوقع أن يتجاوز عدد العاملين في المستشفى 600 موظف بين أطباء وممرضين وفنيين من الجنسين، وهناك العديد من الفرص الوظيفية التي ستتاح للكوادر الوطنية في جميع الأقسام والإدارات ومن نستطيع أن نكسبه من كبار الأطباء الاستشاريين الوطنيين سيكون مكسبا لمستشفانا. وهو هدف نسعى اليه.منارة التفوق ■ لكل مشروع هدف ورؤية.. ما هدفكم ورؤيتكم لهذا المشروع؟- مما لا شك فيه أن أي مشروع تقوم عليه شركتنا نعلن بوضوح أداء رسالتنا وبلورة رؤيتنا وتجسيد قيمنا. وفي هذا المشروع تتمثل رسالتنا ورؤيتنا وقيمنا في:رسالتنا: يقدم مستشفى السلام الرعاية الصحية في بيئة تركز على صحة المريض وتطبيق أحدث طرق العلاج.رؤيتنا: الالتزام بالمعايير الصحية العالمية وتعزيز الصحة الوقائية ليصبح المستشفى منارة للتفوق المهني من خلال الأداء المتميز في علاج المرضى وقياس النتائج ورضا المريض.قيمنا: الأخلاق والأمانة والاستقامة واحترام تقاليد المجتمع وتوفير الراحة للمرضى وعائلاتهم والزوار.