منتجاتنا الوطنية في خدمة التنمية
دعت اللجنة الوطنية للحديد، في مجلس الغرف السعودية، وزارة التجارة والاستثمار لإلزام كل الأجهزة الحكومية إعطاء المنتجات الوطنية أفضلية في الأسعار عن المنتجات المستوردة، الى جانب إلزام جميع المقاولين المسؤولين عند تنفيذ المشروعات الحكومية بالتقيد بالأوامر السامية في شأن دعم وتشجيع منتجات الحديد والصلب في المملكة واستخدامه بدلا عن المستورد حتى لو بزيادة سعره 10% مع مطابقة المواصفات، وذلك أمر مطلوب ومهم لأنه يتوافق وواكب برنامج التحول الوطني فيما يتعلق بالمشتريات والعقود الحكومية انتهاء بكفاية محلية عالية الجودة.ولا شك تحتاج جميع القطاعات الى تفعيل أي أوامر وقرارات تتعلق بالتعامل مع المنتجات الوطنية طالما التزمت بمعايير ومواصفات الجودة، لأن ذلك يدعم السوق المحلي وعملية الصناعات وتأسيس سمعة انتاجية جيدة وتحفيز الاستثمار في المنتجات الوطنية ومنحها قدرات أكبر للتنافسية واستيعاب التقنيات الخارجية وتوطينها لأن هناك انتاجا محليا كثيفا وبطاقات عالية يحفزها السوق الداخلي، ما يجعل مثل ذلك الإلزام اتجاها لتعظيم وتعزيز المنتجات المحلية، خاصة أن سوقنا السعودي كبير ويشهد عمليات تنمية متعددة بحاجة لطاقة انتاجية أكبر.هناك مزايا عديدة يوفرها المنتج المحلي وأهمها الأسعار المشجعة، التي تتخلص من الشحن والجمارك ورسوم أخرى تدخل في تسعير المنتجات والخدمات، كما أننا من منظور معنوي بحاجة للفخر بمنتجاتنا والعمل بها وتوظيفها في مشروعاتنا، واستخدامنا لها يوفر لها السمعة الدولية للتصدير، كما أن ذلك أيضا له مردوده الاستثماري من خلال توطين الصناعات وتأهيل وتدريب الكوادر، فهي سلة مزايا يجب بالفعل أن نباشرها وندعمها ونتعامل معها بواقعية، خاصة أنها من مطلوبات التحول الوطني وتعمل على رفع معدلات الاستثمار وتنويعه وخدمة الصناعات الوطنية وترقية الأداء الوظيفي للعاملين في هذه المنتجات.من الضروري أن نصل الى مرحلة تعادل انتاجي بين منتجاتنا الوطنية والمستوردة، مع الحرص على تمتعها بالجودة القياسية، ومن ثم ننطلق لخدمة مشروعاتنا لأن البعد الوطني في هذا السياق يحتاج الى دعم متكامل حتى نصل الى مرحلة حاسمة في البناء بصورة وطنية قياسية لأدق التفاصيل، وذلك عملت به دول قبلنا وساعدها في أن تكتشف كثيرا من طاقاتها وقدراتها والصعود بإمكاناتها وتطوير أدواتها الانتاجية حتى نجحت في أن تتعامل مع جميع تفاصيل العملية الانتاجية وتبني ذاتها بجهد أبنائها وفكرهم وعقولهم، وذلك مطلوب ومهم لأنه الأكثر جدوى مستقبليا واستثماريا وتنمويا وله العديد من المكاسب التي يجب أن نحرص عليها ونحن نمضي في مسيرة البناء والعطاء في جميع القطاعات بلا استثناء.