معا نحمي بلادنا من المهددات الأمنية
الجهود الأمنية الأخيرة أثمرت عن إيقاف عدد من الإرهابيين والوصول الى هوية آخرين تحت الملاحقة، ونعتقد أن هناك مزيدا من الخلايا النائمة للتطرف والإرهاب تستهدف أمن واستقرار بلادنا ما يتطلب دورا حقيقيا وفاعلا للمواطن على الصعيد الأمني، بارتفاع الحس الأمني وقراءة المعطيات في المحيطين الاجتماعي والعملي لأن الأمن لا يتحقق دون تكامل مع الأجهزة الأمنية، ومن عدم الإنصاف ترك كل الجهد على كاهلها لأن ذلك يتحول الى تواكل وسلبية في تقدير قيمة الأمان وكأنه وظيفة يختص بها أولئك الأبطال الذين يسهرون على أمننا. ليس بالضرورة أن يتحول كل مواطن أو مقيم مخلص الى شرلوك هولمز ويقفز الى أدوار ليست من صميم مهماته أو واجباته، ولكن المهم أن يكون هناك وعي بالحالة الأمنية في مجملها بحيث يتم استيعاب المتغيرات والتطورات ومعرفة التحديات ومواجهتها بالحد الأدنى للجهد الذاتي في التعاون والتكامل مع الأجهزة الأمنية بملاحظة أي مستجدات أو مفارقات تتعلق بمهددات أمنية أو تغيرات سلوكية لدى الأفراد، لأن بنية التطرف ترتكز الى حالة من الازدواجية والثنائية التي تعمل على تغييب حقيقة الأفراد وتعميتهم عن حقيقة أهدافهم وأفكارهم ونياتهم، وذلك حال كثير من أولئك المختبئين في الظلام بانتظار تنفيذ العمليات الإرهابية. جميع من تم التوصل اليهم كانوا في الوسط الاجتماعي وتم تدريبهم على الاختباء والاختفاء وممارسة النفاق بحيث يضللون الناس عن الحقيقة الكارثية، لننتهي الى أن هذا أو ذاك على استعداد لتفجير منشآت وتجمعات بريئة حتى لو كانت في بيوت الله، وبعد هذا من الصعب أن نسأل من أين يأتي هؤلاء؟ لأنهم في الواقع يعيشون بين ظهرانينا ويلقون تحية الصباح والمساء بدم بارد ويمارسون رذيلة القتل بدم أكثر برودة، بالطبع لا نريد أن نتجاوز بأفكارنا الى التشكيك في بعضنا والدخول بحياتنا الى متاهة ونفق مظلم من عدم اليقين وتضييع الثقة بيننا لأن ذلك يعتبر كسبا للإرهاب، ولكن القليل من الحذر الواعي يكفي لفضح هؤلاء المنافقين والآثمين وتوجيه دور الدولة بأجهزتها الأمنية للتحقق والمتابعة. التأكيد على الأدوار الفردية والاجتماعية في مناصرة الأجهزة الأمنية من الأهمية القصوى في هذه المرحلة التي تحتشد بمتغيرات إقليمية ودولية وأنتجت بيئة خصبة للتطرف والإرهابيين، وهي حالة ظرفية طارئة ينبغي ألا تؤثر كثيرا على حياتنا، فنحن بإذن الله في أمان وأمن وسلام، طالما لدينا أجهزة لديها الخبرة الضرورية والكافية للوصول الى هؤلاء، ولكن كل المطلوب هو أن نخرج بوعينا الى حيز أوسع في استيعاب المتغيرات والمستجدات والتعاون مع الأجهزة المختصة لأن الحالة الأمنية تختلف عن مفهوم الأمن في إطاره الوظيفي الذي يجب ألا نخلطه مع الدور الأمني للمواطن بوصفه رجل الأمن الأول، كما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز «يرحمه الله» وهو قول عميق يعزز قيمة وأهمية أن نكون أصحاب وعي أمني بالمهددات والاختراقات المحتملة لأن أي غفلة، لا سمح الله، ستكون نتائجها كارثية ومدمرة، وذلك لن يتحقق بحول الله طالما نتكاتف ونحمي بلادنا من الغدر والتربص وكبح الاستهداف الذي يطالها في جميع تفاصيلها المجتمعية والتنموية.