يد النور.. معادلة الخيال في الواقع!!
¸¸ بعض الأحيان تشعر أن الكلام الزائد ناقص، في منظومة العدل، ومبدأ إعطاء كل صاحب حق حقه كاملا إنصافا وأخلاقا ومهنية.¸¸ انتابني هذا الشعور عندما انحرفت محبرتي عن المجنونة الكبيرة، واتجهت عبر بوصلة الأصغر منها حجما وشباكا وملعبا ومدرجا.¸¸ وعندما نعرج على كرة اليد هذه الأيام، لا يمكن إلا أن نوقد شمعة «نور» في الطريق، ونسير بقارب الإنجاز في البحر، لِيد رفعت شراعها عاليا محليا وخليجيا وعربيا، ولم يتبق لها إلا خطوة واحدة ليرسو قاربها في ميناء آسيا الكبير.¸¸ نعم هي يد النور التي استمدت سرياليتها المبدعة من مدينتها «سنابس» التي امتزجت فيها نخلة البستان مع موجة البحر في لوحة غامضة لطبيعة متنوعة.¸¸ وعندما ادفش مفردة السريالية، فليس من باب الفلسفة، ولكنني أقف عاجزا عن تفسير ملامح صورة صمدت لأكثر من ثلاثين عاما وهي تزخر بألوان البطولات على كافة الأصعدة، والنجوم في كل الفئات، وتغذية المنتخبات بالكوادر الفنية والإدارية، واللعبة قد لم تجد في سنوات طوال قوت يومها «لأن العين بصيرة واليد قصيرة» في المال والإمكانيات طبعا، وطويلة بالمنجز والإبداع.¸¸ هذه اللوحة بجمالها الفاتن أتعبتني من كثرة النظر لكنني لم أفهم بعد زيت ألوانها، وقرأت حكايتها كثيرا ولم أفهم أيضا فصولها، فهي معادلة الخيال في الواقع.¸¸ يد النور حكاية ينطبق عليها «البطل الذي ولد من معاناة الحرمان، ولم يكن في فمه ملعقة من ذهب» فقد حققت الألقاب ولاعبوها تقلدوا الذهب وهم يتدربون على ملاعب الأسفلت، قبل أن تتعود أقدامهم على السير في أرضية الصالات.¸¸ لم تكسر هذه اليد وهي تغذي الفرق الكبيرة بالنجوم، لأنها أرض خصبة لتفريخ المواهب.¸¸ ولم تكن منذ ولادتها في الصفوف الخلفية لأن نجومها القدامى وصناع القرار في محيطها، مسحوا «الأنا» من قاموسهم، ووضعوا «المجموع» شعارا لهم، فبنوا أمجادا وتخلف من تقدم عليهم في السابق، لأن «الأنا» كان شعارهم..!!¸¸ باختصار أبناء سنابس نموذج يحتذى به، رسموا لمدينتهم خارطة البطولات دون أن يهتموا بالأسماء، فأصبحت اللعبة لديهم كما هي لعبة التتابع في أم الألعاب، كل منهم يؤدي دوره ويسلم «العصا» لمن بعده دون محاربة أو مواربة حتى لو اختلفوا في الطريقة، ولكن القاعدة لديهم النور أولا وأخيرا بغض النظر عن الأسماء، والأهم أنهم ابتعدوا عن مصيدة الوصاية التي أضرت غيرهم..!!¸¸ اليوم يخوض أبناء سنابس نهائي آسيا أمام فريق الجيش القطري المدجج بالنجوم من كل حدب وصوب، وصاحب الإمكانيات المادية الكبيرة، لكن أملنا في هذا النور أنه يوقد شمعة ولا يلعن الظلام.¸¸ كل التوفيق لممثل الوطن، وأن لم يحقق اللقب ولم يصل للمونديال.. فقد أبدع وأبقى كرة اليد السعودية في منصات التتويج.