بالاشارة
لم أكن الوحيد الذي فقد الأخ فضل البوعينين الزميل في جريدة "عكاظ" ورئيس قسم الاعلام والنشر بالهيئة الملكية بالجبيل سابقا بل زملاء المهنة في المنطقة الشرقية والجبيل بصفة خاصة لما يتصف به من اخلاق عالية وتعاون في جميع المجالات.. لقد أودع الحادث المروري (أبو بدر) في مستشفى الهيئة الملكية بالجبيل في حالة (غيبوبة) منذ اكثر من خمس سنوات وليس اقسى على المرء ان يشاهد زميلاً يقاسي المرض والألم دون مقدرته النطق ولو بكلمة تعبر عن آلامه وأوجاعه. ان المشاعر لا توصف ولا يعبر عنها وصف قلم لقد كان التساؤل الملح عن صحته القاسم المشترك لكل من يعرف الزميل العزيز عافاه الله.متعاون وكريم وطيب ثلاث صفات اجتمعت في صديقي زميل مهنة المتاعب ولا انسى الاتصال الذي تم بيننا في نفس الاسبوع الذي وقع له الحادث عندما طلبت منه آخر احصائية صدرت عن الحوادث المرورية بالهيئة الملكية في الجبيل الصناعية لتعزيز التحقيق بما يقال ان حوادث الجبيل الصناعية مميتة لقد كان رده هادئا قائلا أكره أي استطلاع او تحقيق عن الحوادث المرورية انها مزعجة واحاول دائما التهرب من أي تكليف عن هذا المجال من قبل جريدتي.!!لقد كان خبر حادث (ابو بدر) أكبر من استيعابي مع ايماني التام بالقضاء والقدر ولكنها ارادة الله ولا راد لقضائه لقد غاب الزميل عن المناسبات التي تعودنا ان يكون من اول الواصلين والمستقبلين لزملاء المهنة يصافح الزملاء ويطلعنا على الجديد في كل مناسبة لا نحس بالملل رغم الانتظار الطويل لبعض المناسبات يملك رصيداً كبيراً من العلاقات التي كونها من صاحبة الجلالة.أبو بدر كان وفيا ومساعدا للعديد حيث أسهم في توظيف الكثير من اصحاب الاسر لا يخلو مكتبه وبيته وسيارته من طلبات التوظيف يتصل في الزملاء والمعارف والأصدقاء للتوسط واعرف العديد من اصحاب الاسر كان له الدور بعد الله في استقرارهم وليسامحني ابو بدر ان (تطفلت) او ان خضت في أمور كان يتمنى ان تكون حبيسة قلبه الطيب ولكنه الواجب والصداقة التي صانها من خلال اعماله الطيبة.. وهو (فاقد الوعي) حقه علينا ان نحافظ عليها وكل تمنياتي الشفاء العاجل وقراءة هذه الاسطر التي تعبر عن جزء بسيط مما نكن له من حب وتقدير.ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الأسطر واستهلكت من الاعادة والصياغة الوقت الكثير فلم اعرف كيف ابدأ أو كيف انتهى فالمصاب كان كبيراً والخبر اكبر وكل ما نملك الدعاء لزميلنا القدير بالشفاء العاجل والعودة الى ابنائه (بدر وحسن وسعد وفاطمة) واسرته ومحبيه بالصحة والعافية.آخر ما قرأتأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته: المروءة ـ الوفاء ـ الكرم ـ والتقوى.