التطرف.. وجه إيران الحقيقي
استهداف رجال الأمن كما في حالة استشهاد جندي بقوات أمن المنشآت مؤخرا من خلال تعرضه لإطلاق نار من مصدر مجهول، أثناء ترجّله من سيارته الخاصة بحي النور، شمال غرب الدمام، وقبله استشهاد رجلي أمن بقطاع أمن المنشآت، في منتصف محرم الماضي، بعد تعرضهما لإطلاق نارٍ أثناء عودتهما من مقر عملهما، بإحدى المنشآت المهمة في رأس تنورة، يبقينا في ذات الدائرة التي تتعلق بالإرهاب وخلاياه النائمة وفي المحصلة فكر متطرف يعتبر المرجعية لهؤلاء المجرمين الغادرين. المتطرفون لا يواجهون أحدا في ساحات قتال وإنما يمارسون رذيلة الغدر والخداع والنفاق، وذلك مما يتأسس عميقا في عقولهم ويجعلهم حلفاء بامتياز للشيطان، وكل عمل إرهابي إنما هو بمرجعية متطرفة ويجد دعما من آخرين، سواء كان ذلك معنويا أو ماديا، حتى ان دولة مثل إيران تدعم إرهابيين ومتطرفين، سنة وشيعة، فهي تستضيف بكرم بالغ أكثر مطلوبي الأرض وأكثرهم شراسة في الأعمال الإرهابية، والى جانب ذلك تسيّر المغيبين والمخدوعين في قوافل إرهابية الى سوريا والعراق واليمن ولبنان ولديها بيادقها الإرهابية في غير هذه الدول. بصورة عامة من واقع النزعة التوسعية غير المشروعة للدولة الإيرانية فإنها تعتبر مرجعا وحاضنة أساسية للإرهاب وتعزيز الطائفية والتطرف في العالم، وهي في الحقيقة تسخّر كل إمكانياتها ببواعث مذهبية وعقدية من أجل الإضرار بأمن المنطقة والعالم والحصول على خريطة تمتد فيها على حساب الإنسانية وأمنها واستقرارها، لذلك لا يمكن مطلقا استبعاد أي دور لها في فعل إرهابي حتى ولو تم فيه خدش إنسان في اقصى الأرض لأن سلوكياتها تدعم هذا المنطق وتؤيده ويمكن أن يكون ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فالمسألة تعدّت دعم وتجنيد متطرفين شيعة الى التعامل مع المتطرفين السنة فجميعهم يلتقون في هدف واحد وهو النزعة الإرهابية المتطرفة التي تعتقد إيران أنها تخدم مشروعها التوسعي الدموي. وفي اعتقادي أنه لو تمت دراسة أمنية مسحية للعمليات الأمنية في أي مكان لأمكن إيجاد صلة بينها وبين إيران أو عملاء إيرانيين، وقد حدث ذلك حتى في أمريكا الجنوبية حتى لا يقول أحد ان هناك مبالغة في اتهام إيران بأي عمل إرهابي، وأيضا سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لأنه طالما تسخر كل قدراتها ومواردها لخدمة مشروعها التوسعي فإنها تمدد بأفعالها الإرهابية الى أي مكان في العالم، وهي دخلت أفريقيا بالمذهب الشيعي وبدأت عمليات دموية بين السنة والشيعة كما حدث في نيجيريا، وحدث ذات الأمر في شرق آسيا. حوادث استشهاد رجال الأمن الأخيرة لا اتوقع أنها بمعزل عن خلايا إيران المتطرفة، ولم يعد للمتطرفين السنة من سند حقيقي غير هذه الدولة التي تتبناهم كحلفاء ضد أعدائها السنة وتستخدمهم كمخلب قط، وليس في ذلك مبالغة وإنما هي حقائق الواقع المضطرب والفوضوي.