خادم الحرمين يمنحنا الثقة
زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» للمنطقة الشرقية، أكدت أن بلادنا تمضي في عملية البناء بخطى راسخة، وتتعامل مع تحدياتها التنموية بفكر متقدم، من واقع المشروعات الضخمة التي افتتحها الملك، ووضع حجر الأساس لها لتضيف إلى الحاضر والمستقبل مزيدا من الضخ الاستثماري والتنموي، الذي يستهدف راحة ورفاهية المواطنين في كل البلاد وليس الشرقية وحسب. ولعلنا من خلال كلمات خادم الحرمين الشريفين نتوقف عند كثير من الإشارات والدلالات، وفي مقدمتها الرعاية العميقة والكبيرة من القيادة للمواطنين، وذلك ما أكده «يحفظه الله» بقوله «إن كل مواطن محل اهتمامي ورعايتي»، وذلك مما نعيه ونثق فيه ونطمئن إليه، وهو تأكيد على أن قائدنا يمضي بنا بمحبة ووفاء على ذات المنوال الذي وضعه المؤسس واتبعه أبناؤه من بعده في علاقتهم بأبناء الوطن، فهم كانوا على الدوام مع المواطنين يسمعون لهم ويلبون طلباتهم ويعملون بجد من أجل رفاهيتهم وازدهارهم وتطوير حياتهم حتى وصلت بلادنا إلى ما وصلت إليه في مجال التطور والنماء، لأننا نبقى على المسيرة بكل أبعادها من الوفاء والالتفاف حول قيادتنا، وتلك هي كلمة السر في الاستقرار والأمن والأمان. مما ذكره خادم الحرمين الشريفين في خطابه للمواطنين، أن «دولتكم تسير بكل ثبات على خطى النمو والتطور مع التمسك بعقيدتها وثوابتها»، وذلك قول مهم يسهم في ثبات الثقة في التنمية وخطط الدولة، لأنه القول الفصل من رجل الحسم، فمن واقع المتغيرات الدولية من حولنا يحدث نوع من الارتباك في تقدير المسار التنموي والاقتصادي، وحين يقول الملك إننا نمضي بثبات فذلك مؤشر لعبور جسر التحديات إلى آفاق النمو والتطور، دون أن يتغير شيء في المبادئ والعقيدة والثوابت، أي أننا لم نخسر شيئا في سبيل الحفاظ على تماسك الاقتصاد الوطني وحمايته من الركود والانكماش الذي يعصف بالاقتصاديات العالمية، وذلك يتطلب بدوره مزيدا من العمل والإنتاج من جانب المواطنين طالما الدولة قامت بما عليها من تخطيط وفكر وتنفيذ وضع التنمية على ذات المسار السليم الذي يحقق أهدافه ويصل غاياته. دور المواطنين في المرحلة التنموية المقبلة من الأهمية بما يكون أكثر تفاعلا مع مثل هذه المشروعات العملاقة التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين في الشرقية، ووجهت رسالة لكل العالم أن المملكة بخير، وتملك الأدوات الاقتصادية اللازمة لتنفذ مشروعاتها وتنوّع اقتصادها وتمنح مواطنيها مزيدا من الخيارات للنمو والتطور، في وقت توقفت فيه اقتصاديات أخرى لم تنجح في مواجهة تحدياتها. وكل كلمات خادم الحرمين خلال زيارته للمنطقة تؤكد أن الدولة تمضي في البناء والعطاء ولا تتوقف، ما يلقي بمسؤوليات مضاعفة على المواطنين في العمل والحفاظ على هذه الجهود، التي يجب أن نزيد منها في مختلف المجالات، وأن نثري الواقع بفكر وطني يبني ويعمل وينتج ويؤكد حقيقة الوفاء لوطننا وقيادته، عملا وليس قولا، وذلك ديدن الأمم العظيمة عبر التاريخ، ونحن بلاد تزهو وتفخر بما أنجزته منذ التوحيد وحتى اليوم، ويجب أن نحافظ على ذلك ونطوره بكل تفان وصدق، فالمستقبل يحتاج لقوتنا وتلاحمنا أكثر من أي وقت مضى.