د.عبدالرحمن الربيعة

الوحدة الخليجية لماذا تتأخر؟

الشكر والمنة لله -عز وجل- أن منح دول الخليج العربي الخير الوفير والأمن الداخلي والاستقرار السياسي، بقيادة أُسر حاكمة مباركة، تعمل لراحة شعوبها وتطوير بلدانها، وفي نفس السياق يقدر ويحب الشعب الخليجي حكامه ويبادلهم الحرص على خدمة الوطن وتنميته، بالإضافة إلى الإخلاص لتحقيق مستقبل واعد ومنير للجيل القادم من أبناء الخليج العربي.إن شعب (ولا أقول شعوب) الخليج العربي مترابط أسريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، حيث لا توجد فوارق حقيقية كبيرة بين أبناء الخليج، ولذلك لعقود من الزمن هم يطمحون ويرددون بمجالسهم وكتاباتهم وحواراتهم الإعلامية عن الرغبة في تحقيق «الوحدة الخليجية». لذلك، في كل اجتماع قمة خليجي بين القيادات الخليجية يتوقع الشعب أن تُعلن الوحدة، ليفرح الناس وينظروا بتفاؤل أكثر إلى مستقبل منطقتهم، التي تزخر بالخيرات والكفاءات الوطنية، التي ترغب في تحقيق مستويات عالية من التطور والرقي الذي يصب في مصلحة المواطن الخليجي..وهذا الأمل للوحدة الخليجية الذي لم ير النور «مع الأسف» لعشرات السنين، أصبح الآن أمرا إستراتيجيا هاما؛ بسبب واقع الصراعات التي تمر بها المنطقة، سواء من الأطماع الاقتصادية أو التخاذل الغربي أو العداء الفارسي الإيراني، ولذلك أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- رغبته بتحقيق الوحدة الخليجية، التي تستفيد منها جميع الدول الخليجية؛ لتحقيق استقرارها واستمرار تطورها.إن التساؤل الذي يتردد على أفواه المواطنين الخليجيين هو ((لماذا تتأخر الوحدة الخليجية)) وهي مطلب شعبي ورغبة وطنية لدى الناس، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة أمنيا وسياسيا واقتصاديا، ولكن لا يوجد جواب لهذا السؤال مما يترك المجال للتأويل والقيل والقال الذي يشتت ذهن أبناء الشعب الخليجي، ما يعزز المطلب الخير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- «لتحقيق الوحدة الخليجية»، التي هي المستقبل الصحيح لسلامة كيان المنطقة واستمرار تنميتها.. وإلى الأمام يا بلادي.