جاوان- نزار عبدالجبار

من المعالم التاريخية للمنطقة الشرقية

بالجيم المفتوحة بعدها ألف فواو فألف فنون، و(جونين) أو (جونان) هي نفس جلوان. ويقع جاوان شمال مدينة صفوى بنحو ستة كيلو مترات، بمحافظة القطيف، بطرف سبخة متصلة بالساحل، غرب رحيمة. ويكثر في الموقع الهضبات الصخرية. وبع عين ماء تدعى (عين جلوان). ويقع على خط طول 77. 85 49 شرقاً، وخط عرض 441 42 62. وقد ذكر (جونين) ياقوت الحموي (574هـ - 626هـ ) في كتابة (معجم البلدان) بقوله: (جونان) وهي: قرية من نواحي البحرين قرب عين محلم، دونها الكثيب الأحمر، ومن أيام العرب يوم ظاهرة الجونين قال خراثة بن عمر العيسي: أبى الرسم من جونين أن يتحولا وقد زاد حولاً بعد حول مكملاً لقد اتخذت شركة أرامكو السعودية من جاوان مقلعاً للصخور لكثرة الهضبات الصخرية والمرتفعات لدفن البحر أثناء عملية بناء مرفأ رأس تنورة فأطلق على هذا الموضع (مقلع جاوان) وقد أزيلت بعض تلك المرتفعات لاعتراضها مكان العمل وكان موقع (عين جاوان) الكبير أحد هذه المرتفعات المدفنية، وفي السادس والعشرين من جمادى الآخر 1371هـ / 22 مارس 1952م عثر بطريق المصادفة على مقبرة قدر زمنها (فيدال) إلي سنة 100 ميلادية تقريباً مع احتمال إرجاعه إلي النصف الثاني من القرن الأول أو النصف الأول من القرن الثاني الميلادي. وقد أشرف على التنقيب فيه الباحث (فيدريكو شمد فيدال)، وقد قدم (فيدال) تقريراً لصاحب السمو الأمير/ سعود بن عبد الله بن جلوي أمير المنطقة الشرقية آنذاك في عام 1373هـ /1954م عن النتائج الرئيسية لحفرية جاوان وقد شفع التقرير بالنفائس التي استخرجها، ويقع التقرير في ثماني صفحات ووصف التقرير سير العمل في الكشف عن المقبرة والآثار المكتشفة فيها وطريقة بنائها، كما تطرق للنتائج التي نتجت عن التنقيب وفي نهاية التقرير أبدى توصياته. كما أنه نشر مقالاً بعنوان: (العثور على مقبرة من عهد الجاهلية في المنطقة الشرقية) مجلة المنهل،1375هـ / 1956م، 17: 546- 553.وهو نفس التقرير الذي أرسل لأمير المنطقة الشرقية أبن جلوي. ومن جملة ما جاء في المقال ما يلي: المقبرة تتكون من قاعة كبيرة 25*70 قدم تقريباً. وفي وسط المقبرة قاعة مستطيلة يؤدي إليها ممر طويل من الجهة الغربية وتغطي هذه القاعة إلى خمسة كهوف: أحدها في الجهة الشرقية واثنان في كل من الجهة الجنوبية والشمالية وهناك مدفن واحد في كل من الكهوف الأربعة الأخيرة بينما يوجد في الكهف الشرقي مدفنان وعلى المحيط الخارجي أربعة توابيت أخرى (مدافن جانبية). والمقبرة مشيدة بالحجر الكلسي المحلي المطلي بالحجر من الخارج أما وجهات الجدران من الداخل فتتألف من حجارة كلسية مستطيلة اعتنى بقطعها واستعمل القليل من الطين في تثبيتها دون تبييض.أما المدافن الداخلية فقد كانت بادئ الأمر مغطاة بمربعات كلسية مكسوة بالجص. ثم تعاقبت على هذا الغطاء بالتناوب طبقات أخرى من الحجارة الصغيرة والجص بغية ختم المدفن، وأما التوابيت الخارجية فقد غطيت بمربعات كلسية كسيت بالجص. وقد نهب ما في داخل المقبرة وعبث بمحتوياتها إلى حد كبير، ولقد كانت الآثار الموجودة بالمقبرة مبعثرة وفوضه، فقد وجد من العظام ما يقارب من التسعين هيكلاً عظيماً، وعلى قطع صغيرة من الزجاج والفخار العادي والمصقول، وعلى سكين دقيقة صغيرة من البرونز، وعلى عدة خرزات من الزجاج والحجر. ولقد دل داخل المقبرة على أنه بني ليتسع لستة أشخاص، وأنه كان قد نهب، وأنه استعمل فيما بعد لدفن عظام الموتى. وبعض العظام والزجاج كان قد احرق. والتوابيت الخشبية التي وجدت قد أغلقت بمسامير. ومن المخلفات التي عثر عليها في المقابر الأربع الخارجية، حلقة ذهبية صغيرة يزين بها الشعر، وحلقتان ذهبيتان صغيرتان ومتساويتان في الحجم يحلى بهما الشعر، وسيف حديدي لم يعتن بالمحافظة عليه كما ينبغي والسيف عريض يشبه في شكله ورقة الشجر أما غمده فكان من الخشب وكان له غطاء من الجلد، وأما مقبضه فكان في الأصل من العاج وثبت بالصمغ الحيواني. ووجد أيضاً سيف آخر حديد من النوع الطويل الضيق العرض وكان مكسرا إلى ثماني قطع وأما الغمد فكان من الخشب كما كان له غطاء من الجلد ويبدو أن المقبض كان من الخشب وقد ثبت خشب الغمد وجلده إلى بعضهما بطوق برونزي ضيق.ومن المخلفات التي وجدت أثران صغيران كان علو كل منهما 9 بوصات تقريباً وكان أحدهما مصنوعا من الجص ولا تزال عليه بقايا طلاء أحمر كما كانت له قاعدة مربعة. أما الأثر الثاني فكان من المرمر وتظهر عليه من آثار الطلاء الأزرق. وهناك أثر ثالث منحوت من العاج ليا كشي على الطراز الذي كان معروفاً في أوائل عصر اندرا وهذا الأثر ليس بحالة جيدة، ووجد طاسة برونزية ومرآة تآكلتا تأكلاً بالغاً، وكشف عن طوق مزدوج من العقيق وعلى طقم أقراط دقيق الصنع يتألف من الافراط ذاتها والعقيق الذي يرصعها وحلية على شكل مزهرية تتدلى من سلسلة مصنوعة من الذهب واللؤلؤ، وسلسلة دقيقة مجدولة تصل القرطين وتنعقد تحت الذقن، وحليت السلسلة بالقرب من نقلة الاتصال ببعض من العقيق يشبه الدمعة في شكله، وعثر على زجاجة صغيرة يبلغ طولها 5 سم من الزجاج المنفوخ الذي يشبه الورق في سمكه والذي يعرف نوعه عادة بقوارير الدموع.وقبل ذلك في عام 1945م عثرت شركة أرامكو في جاوان على نقش بالخط المسند الجنوبي تكسرت أطرافه بالمعاول قبل معرفته.ومن المكتشفات الغنية التي وجدت في جاوان هي العملات القديمة التي تعود إلي ما قبل الإسلام والتي تعود للفترة الهلنستية أو تحمل تأثيراتها،وقد قام الدكتور/دانيال بوتس potts بدراسة تلك العملات مع عملات أخرى من شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام، وظهرت تلك الدراسة باسم: (مسكوكات ما قبل الإسلام في شرق الجزيرة العربية) وقام بترجمة الكتاب الدكتور: صباح عبود جاسم- 1998م. في عام 1397هـ / 1977م قام فريق أثري من الإدارة العامة للآثار وبمشاركة فريق من جامعة هارفارد الأمريكية بتنفيذ المرحلة الثانية للمسح الأثري الشامل للمنطقة الشرقية،ونتج عن ذلك المسح كتابة تقرير أثري بعنوان: "التقرير المبدئي عن المرحلة الثانية لمسح المنطقة الشرقية"1397هـ/ 1977م "مجلة أطلال، العدد الثاني - 1398هـ / 1978م، ص ص 7 - 29. ومن ضمن المناطق التي تم مسحها جاوان.