خالد الشريدة

الخبر مدينة تستحق أكثر!!

التطور التنموي في المدن يبدأ ويبرز في الجهد البلدي في الأحياء لأنها التي تعكس روح المدينة والمدنية ومواكبة الحداثة والعصر، وحين تضع أي بلدية استراتيجية لتطوير حي أو مرافق فإنها بذلك تعمل على تنمية المدينة وتحفيز سكانها لتقدير حجم الجهد الخدمي والتفاعل الإيجابي معه بالنظافة وأشغال التطوع التي ترتقي بالسلوك الحضاري في المدينة، غير أننا من واقع عدد من الشواهد نجد نوعا من التراخي والاستسلام للروتين الخدمي في إدارة بعض المشاريع البلدية في بعض الحواضر التي تمتلك إرثا حضريا عريقا تعرض لإهمال أو تجاهل للقيمة المدنية.عن مدينة الخبر أحكي.. كثير من النواقص الخدمية التي كان يفترض أن تسد الثغرات الحضرية في إحدى أعرق مدن المنطقة التي تمتلك رصيدا تاريخيا وتراثيا وطبيعيا يجعلها إحدى أهم الوجهات السياحية والاستثمارية في منطقة الخليج، غير أن المفارقة الخدمية تتراجع بقيمتها وسط نظيراتها في مدن أخرى تفوقت عليها خدميا، باستثمار السواحل وما يترتب عليها من ميزات جغرافية وسياحية وصناعات أخرى تتعلق بالأسماك البحرية وغيرها من الاستثمارات التي تتميز بها مدن السواحل، فعلى سبيل المثال، تفتقر المدينة الى أي سوق سمك ولا توجد بها فرضة لصيد السمك رغم أن البحار تحيط بها من جميع الاتجاهات، مدينة الخبر ساحلية بامتياز وفرصها في مجال السياحة البحرية وغير البحرية كبيرة جدا، ولكن مع الأسف لم يحسن استثمارها بشكل جيد.الصناعات البحرية يمكن أن تكون مكونا استثماريا كبيرا وذا عائدات مجدية إذا وجدت المساحة الإجرائية التي يتحرك فيها هذا الاستثمار وتوفير البنية التحتية الخدمية له، والى جانب ذلك فإن عدم استغلال القيمة السياحية للخبر يجعلنا نأسف لتراجعها أمام مدن أخرى مجاورة طورت تقنياتها ومقوماتها السياحية جعلت المدينة تتأخر كثيرا في المحتوى السياحي، فليست هناك مبادرات لتطوير العمل السياحي من مؤسسات المدينة والأجهزة، ولا يمكن أن نبقى على إنشاء الواجهة البحرية لسنوات دون أن يحدث تقدم حقيقي في مرافق أخرى جديدة ومبتكرة تسهم في تطوير النشاط السياحي ويجعل المدينة إحدى الوجهات السياحية المفضلة للسياحة الداخلية.ومن الأشياء التي تلفت الانتباه عدم وجود فرص استثمارية حقيقية في مجال السياحة، حتى المهرجانات السياحية التي تتبناها هيئة السياحة أو الامانة تحتاج الي المزيد، هناك فجوة كبيرة جدا بين ما يشاهد في دول أخرى أقل مستوى من مدينة كالخبر التي تمتلك موقعا مميزا وتاريخا عريقا، وأنا أستغرب كثيرا من المجالس البلدية التي تعاقبت علي هذه المدينة دون أن تقدم ما يلفت ويجذب حتى الآن، القضية ليست معقدة تحتاج فقط الى قليل من الافكار وعزيمة فالخبر مدينة واعدة، قيمتها التاريخية والحضارية تجعلها أكثر حضورا في المشهد العصري للمدينة الحديثة، فهي مهيأة بصورة كبيرة لأن تكون وجهة سياحية واستثمارية بصورة متميزة، ويدعمها في ذلك وجودها في المنطقة الشرقية وهي منطقة انتاج واستثمار وجاذبة للسكان والأعمال ما يضيف اليها أمرا آخر في طريق التطور والتطوير، وهو الصناعات العقارية والأبراج السكنية والمكتبية اذ يمكن ان تكون مدينة أعمال أيضا وملتقى لاستثمارات المنطقة الخليجية، غير أن ذلك يتطلب استراتيجيات تهيئ لذلك بتوفير خدمات وبنية تحتية متطورة تليق بها، ختاما أتمنى أن تكون الخبر أجمل بسواعد أبنائها وأهلها الطيبين.