شلاش الضبعان

يا هلا بعُمان!

أتمنى أن يدرك السعودي والعماني والقطري والبحريني والإماراتي والكويتي، أياً كان موقعه، أن مصير الخليج واحد، وهدفه واحد، فإذا اشتكى منه بلد لا بد أن تتداعى له سائر البلدان بالوقفة والدعم، فما يضر قطر يضر الإمارات، وما يؤلم البحرين يؤلم الكويت، وما يهدد عمان والسعودية يهدد جميع دول الخليج، كما أن تقدم أي بلد خليجي هو تقدم لكل دولة من دول الخليج، ويجب أن تسعى جميع الدول لتدعيم هذا التقدم ومؤازرته!كما أن كل سعي في فرقتنا، وتشتيت شملنا، نتيجته سيئة على الجميع، وهو في مصلحة العدو وليس في مصلحتنا أبداً، فالعقلاء يضعون أيديهم على قلوبهم عند أي بوادر خلاف، مع ثقتهم بأن قياداتهم لا تلتفت للسفهاء ولا المغرضين!ولذلك فإن خبر انضمام سلطنة عمان للتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي بدأته المملكة العربية السعودية بفخر، لتصبح السلطنة العضو رقم 41 في هذا التحالف خبر يسعد العقلاء، ويسبب التعاسة للأعداء، وكل من سعى فيه من قيادات البلدين الشقيقين، وذلل الصعوبات التي وقفت أمام تحققه يستحق الشكر والتقدير، فلا يسعى في التسامي على السفاسف، والحرص على اجتماع الكلمة إلا أصحاب القلوب الراقية والهمم العالية!أتمنى أيضاً مع هذا الخبر الجميل أن يزداد الخير خيراً، وأن نرى مزيداً من التعاون والتكامل بين دول الخليج، فمجلس التعاون الخليجي علامة مميزة في محيطه العربي والإسلامي، وننتظر منه أكثر مما قدم! فالبقاء بحد ذاته نجاح، ويعني أننا نملك الكثير، ونستطيع أن نقدم الكثير، ومن يعرف الشعوب الخليجية جميعها، يدرك هذا الأمر تمام الإدراك!فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، والخير موجود فوق الأرض وتحت الأرض، وقد تحالفت أمم لا تجمعها لغة ولا دين، مع تاريخ لا يسر من الحروب والدماء.ونحن نرى فرح الخليجيين بهذا الانضمام المبارك، أتمنى أن يستشعر المواطن الخليجي جمال الاجتماع وأهميته قبل غيره، فيقدم المصلحة العامة على المصالح الضيقة، ويحرص على القرب من إخوانه، وألا يكون ألعوبة في يد العدو، يوجهه ضد أشقائه، ومن مصيرهم مصيره!ولا نقول إلا: اللهم اجمعنا بأشقائنا، وجنبنا شر كل من به شر!*متخصص بالشأن الاجتماعي