أخضر اليد يناديكم
¿¿ يقولون البعيد عن العين بعيد عن القلب.. ولكن لكل قاعدة شواذ.. فمنتخب اليد بالرغم من كونه غائبا قسراً أو بفعل فاعل - كما يقولون - عن المشهد الإعلامي لكنه دائماً متربع في قلوب الجماهير ولم يخفت وهجه ويأفل نجمه ويتوارى لاعبوه عن الأنظار.. وبقيت شمعته مضيئة، وبقي في دائرة الاهتمام الجماهيري وليس الإعلامي، حتى وهو بعيد كل البعد عن البهرجة الإعلامية فلم تنطفئ شمعته المتوقدة في قلوب عشاق كرة اليد القدامى والجدد. ¿¿ بح صوتي، وجف قلمي وأنا أدافع عن تلك الألعاب المنسية والمظلومة والمهضوم حقها دائماً وأبداً، فهي تجبر كل من يملك قلماً أن يبتعد عن الرتابة في كتابة الأحرف والكلمات والجمل لأنها ببساطة حافلة بالإثارة والندية، ومليئة بالمفاجآت، ودائماً ولادة بالنجوم وجنون المدرجات والفن داخل المستطيل الأخضر حاضر بقوة.¿¿ ألم أقل لكم: إن الألعاب المختلفة تسبح في بحر متلاطم من الأمواج، وكلما اقتربت من الوصول لشاطئ الأمان، وجدت نفسها في وسط بحر هائج، وأن أمامها الكثير لتثبت أن إنجازاتها تخطت ما حققته كرة القدم بمراحل، فنحن ذبحنا الألعاب المنسية «بسكين تالمة» من الوريد إلى الوريد، ونقف موقف المتفرج عليها ودماؤها تسيح، فالجميع يتفرج ويلهث وراء أضواء القدم عامدين متعمدين.¿¿ ها هو منتخب اليد يناديكم لمتابعته في المحفل العالمي بفرنسا عند ما يبدأ مشاركته بعد غد الجمعة أمام كرواتيا المنتخب القوي.. لماذا لا تستجيبون؟ لماذا هذا الغلو والاقتصار على الاهتمام بكرة القدم؟ مجرد سؤال لا أكثر.. لماذا تلهثون وراء القدم، ولهذا المنتخب رجاله الذين وضعوه في صدارة المشهد شئتم أم أبيتم؟¿¿ دعوني أطرح لكم جزءا من الحقيقة، فالعمل في صمت سياسة الألعاب المنسية، والتجاهل الإعلامي هو ما يزيد لاعبيها إصراراً على إثبات وجودهم من خلال نحت الصخر ليقولوا كلمتهم ويصرخوا في وجوهنا.. نحن هنا يا من تجاهلتمونا.. وللأسف أصبحتم بتجاهلكم شركاء في صناعة الإنجاز عن غير قصد، ليس بمحض إرادتكم.. لكن الإنجاز يتحقق بصناعة الأبطال. ¿¿ المنتخب وقع في المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانب الأخضر روسيا البيضاء، وتشيلي والمجر، وكرواتيا وألمانيا، وهي بوجهة نظري متوازنة نوعاً فهي بمثابة السهل الممتنع، وصدقوني.. قبضتكم القوية تستطيع التأهل للدور الثاني، ولو قدر لكم الفوز بإحدى المباريات.. فإننا سنرى المختبئين حاليا اول الناس في تصدر المشهد، بل انهم لن يتورعوا في أن يقولوا انهم من وقف خلفكم لصناعة الإنجاز، ولنا في بطولة آسيا التي اقيمت في البحرين والتي تأهلتم عبرها لكأس العالم، اسوة فالجميع تخلى عن دعمكم في البداية كما هي العادة ولم يكن أحد يعلم عن البطولة كثيرا من التفاصيل، إلا من رحم ربي وعند ما عدتم ببطاقة التأهل رأينا الجميع يزاحمكم في الصورة، وكأنه هو الذي صنع الإنجاز.¿¿ لاعبو أخضر اليد صبروا وانتظروا على أرصفة التهميش سنين طويلة.. لكنهم لم يفقدوا ثقتهم في أنفسهم وفي صلابتهم، واصروا على ألا يخرجوا صفر اليدين في مناسبات مختلفة، وتطير الحرقة والألم في فرحة النهايات التي دائما ما تكون مبهجة. ¿¿ ليس هناك مجال للتفكير، وليس هناك متسع من الوقت أرجوكم ابدأوا وتحملوا المسؤولية، فأن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا.. فمنتخب اليد يناديكم.