رحمك الله يا أبا أحمد
بقلوب يعتصرها الألم، وعيون تملؤلها الدموع، ونفوس راضية بقضاء الله نودع أخاً كريما انتقل من الدنيا إلى رحاب الآخرة، وفى هذا الموقف الصعب لا نقول إلا ما يرضي ربنا وكما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا أخى لمحزونون.نحتسب أخى عبدالعزيز عند الله من الصالحين، ولم لا وقد كان سباقاً فى قضاء حوائج الناس من يعرفه ومن لا يعرفه، كان رفيقاً للغرباء فى بلادنا وخاصة من لا معين لهم إلا الله، كان رحمه الله خادما للصغير والكبير سواء من أسرته او غيرها من الأسر، ما استعان به أحد إلا وسارع إلى تلبية ندائه، وإجابة مطلبه، رزقه الله حب الجميع، وإذا أحب الله عبداً وضع حبه فى قلوب عباده.لا أنسى له العديد من المواقف سواء لي أم لغيري بحكم مزاملتي له، ومن المواقف الإنسانية حكى لي احد أساتذة الجامعة المقيمين ان الجامعة قد ألغت عقده بشكل مفاجئ قبل سفره بيومين وأصبح فى حيرة من أمره، كيف يرتب أموره، ويتخلص من أغراضه فى يومين، فإذا بالاخ عبدالعزيز يلازمه ويساعده، ويشترى كل أغراضه وهو ليس فى حاجة لها بضعف ثمنها، وقام بتوزيعها على من يعملون معه وفى حاجة لها، وغير ذلك كثير نعلم بعضه ولا نعلم الكثير منه.ما خذل يوماً أحداً لجأ إليه فى شيء كان فى استطاعته، وربما فوق استطاعته، ولعل خلقه الطيب يجعله قريباً من حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، فهو القائل: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا».كان من أسرة طيبة، ورزقه الله بمصاهرة أسرة الحليبي من الأسر العلمية بمحافظة الأحساء. كان يضفى البهجة على أي مجلس بحضوره، يرسم البسمة على شفاه الحضور حتى من كان منهم مهموماً، يسعى لينسيه همه بكلمة طيبة، أو بمزحة طريفة، أو يسعى لقضاء حاجته، ما تكبر يوماً على أحد، بل تميز ببساطته وتواضعه، وخاصة مع العمال الأجانب الذين كان لهم بعد الله نعم العون والسند، وما حسد يوماً إنساناً على خير أعطاه الله له بل دعا له بالزيادة والبركة.حقيقة الكلام عن زميلي ورفيق دربي عبدالعزيز بن احمد الشيخ احمد العامر يطول ومن سيرته الذاتية انه من مواليد محافظة الأحساء بتاريخ 1/7/1377 ومن خريجي الدفعة الاولى من معهد التدريب البيطري التابع لإدارة هيئة الري والصرف بالأحساء وقد التحق بالعمل بجامعة الملك فيصل بالأحساء وتدرج وظيفيا حتى حصل على وظيفة فني مختبر بالمرتبة الثامنة بكلية الطب البيطري والثروة الحيوانية الى ان تمت إحالته الى التقاعد في 1/7/1437، وخصاله الطيبة لا تكفيه جلسات، وخير ما نختم به حديثنا أن ندعو له.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.