صحيفة اليوم

أبي.. أنت شجرة العمر وثمرتها أنا..

حينما يكون الشعر جادا متبصرا بالاحوال وقصص الحياة يكون اشراقة مضيئة يعبر عن رحلة قوم ذهبوا ليجمعوا حصاد التجارب المثمرة قطرات من ريق الوجود داخل صناديق الحكمة المقفلة عدا عليها شيطان الشعر الساكن بالشاعر حين قال:==1==وينشأ ناشيء الفتيان فينا==0====0== على ما كان عوده ابوه==2==ويستمر يروي مآسي اليتم والحرمان واعاصير الخطر المحدقة بالابناء الراكضين بلا هدى بحثا عن شطآن الامان يطاردون الايام مع الايام بزوارق اسيرة الحيرة ومجهول الحياة والدرب طويل والامل ريش في مهب الريح وقسوة المضمار.. ابي للسؤال سبب وللحجة دليل وانا فرع من شجرة عمرك فلا تجعل بيننا المحيط!! امنحني سطرا من صفحات حياتك لاكتب لك وبحقك ما تستحق.. ابي اتحبني كما احبك ابوك وكما احب ذاك اباه؟؟ لماذا لم تعلمني كيف اسير مع الحياة!! اين امالي واحلامك واين انت من ساعات حزني وفرحي.. ماذا عن ثمرة عمرك وهل تعهدتها الى طريق العلم والايمان وكيف يكون بالانسان انسان يشعر بالأمان؟ ها انا كبرت امامك وانت تسابق البقاء وروحي يهددها الشقاء! اين المحبة يوم كنا صغارا نتذكر ايام الطفولة نزهو بثوب العيد تضحكنا الليالي لا نحزن لغياب القمر. لتدور بنا الايام وتتبدل الحياة وبدات تطفو على متن الحياة حياة!! وصرنا نسير في سراديب زمن ضاعت به الهمم وتباع فيه الذمم وصار الوفاء بقايا حطام!! زمن لا يعرف شوق اللقاء ومرارة الفراق!! ومازال ذلك الصغير يسأل اباه.. اين انت يا أبي؟ ها نحن كبرنا وجهلنا.. تتجاذبنا امواج وحشة لن يبددها سواك.. الى متى الغفلة يا أبي؟ اريدك ومضة نور تشع دليلا حينما تدلهم سمائي ويتسلل الى نفسي رجيع الظنون ويغيب الشفق فهل تعود تتلو علي تفاصيل الرحلة وحاجة الركاب.. تعيد طعم الماضي وجميل الذكريات لاعرف الحق والخير ونوازل الحياة وهل لك ان تسمع حكايتي ومرادي وتقرا اوراق كتابي.. ابي هل اثقلتك هموم الحياة والاماني الكاذبات عني؟ ابي اعذرني فأنا ابحث عن حبيب كان لي في هذا الوجود راح في السفر الطويل ولن يعود!! يالوعتي سأذوق طعم الذل والحرمان من غدر الزمان!! سأظل جرحا على وجة الحياة بلا شفاء!! فهل تعود صورة من طيف الخيال ولا محال!! سأظل ابحث في المستحيل لكي تعود.. نمضي سويا ومعا على درب الحياة.. فالمهر ينقصه الثبات ودفة التوجيه بحسن التوجه وتخيل المستقبل فلا تدعه حقا مباحا لثقافات متناقضة من الغرب واختلافات من الشرق.. كن صديقي لا تخذ من الوسطية مسلكا متوازنا بين هذه وتلك فانا ثمرة عمرك فلا تدعها فريسة الشيطان المريبة وانا البسمة في عمر الورد ونسمة من عبير هذا الوجود وانا الحق بك وانت تبتعد وتستبق الباب الى عبث الراحات والاستراحات والقنوات هربا من واقع يستدعي وجودك.. ابي كم المتني غربتك وكم آلمتني وحدتي فلا تغيب كثيرا ويمضي العمر كومضة برق ونجهل دربنا بالحياة!! فقط اريد لحظة تسمع مني تحاورني تشدني اليك اتشرب من نهر عطائك المتدفق باعذب المشاعر واحاسيس الأمان وصفات الخلق النبيلة.. فهل ستعود لكي يكون بالحياة حياة زينتها المال والبنون.فهل تعود؟؟@@ عبدالله الفريجي ـ القصيم - الخبراء