بلاط المرشد.. دبلوماسية الواجهات..!
نشاهد مسؤولين في دول الخليج، وعرباً ومسؤولين عالميين، يتهافتون على إجراء محادثات مع «الرئيس» الإيراني ووزير خارجيته، بينما كل هؤلاء يعلمون أن رئيس إيران حسن روحاني (والرئيس الذي قبله)، ووزير خارجيته جواد ظريف (والوزير الذي قبله)، ليسوا سوى موظفي علاقات عامة في بلاط المرشد علي خامنئي، ولا يملكون أية سلطة يعول عليها في إبرام الاتفاقيات والمحادثات. هم مجرد واجهة أنيقة فقط، تخفي وراءها جبالا من الأمراض الإيديولوجية التكفيرية لنظام المرشد وثقافة تصدير الفوضى، وحتى البرلمان في إيران، مجلس معين تقريباً، وأعضاؤه مجرد بيادق يحركها المرشد، لا ديمقراطية ولا ما يحزنون. وقوة السلطة في إيران في قبضة المرشد واستخباراته وحرسه الثوري، لهذا يشكو مسؤولو العالم الذين يجرون محادثات مع «الرئيس» الإيراني، ووزير خارجيته، من ازدواج الصلاحيات والسلوكيات وتناطح المواقف في طهران، ففي وقت يبرم الرئيس، متهللًا مسرورًا، اتفاقيات ويعلن عن توجهات في السياسة الخارجية، مثل ضرورة تحسين العلاقات مع دول الجوار أو أي دول أخرى، يتفاجأ الرئيس والوزير والمسؤولون الأجانب، في اليوم التالي، بأن واحدًا من حاشية المرشد أو ضابطًا في حرسه الثوري أو واحدًا من الآيات المجندين في «خط الإمام»، يدلي بتصريحات عدوانية واستفزازية، تدمر وتلغي كل ما قاله الرئيس ووزير خارجيته، ومحادثاتهما واتفاقياتهما وسرورهما، ولا يستطيع لا الرئيس ولا الوزير معارضة أي جندي تكفيري متطرف معبأ بكره الآخرين في الحرس الثوري، ولا يستطيعان حتى إسكاته، لأنه أقوى منهما، فهو يمثل الخط المتطرف للمرشد وأيديولوجيا صناعة الميليشيات وكره الآخرين.والغريب، وبالرغم من علم مسؤولي الخليج والعرب والعالم بهذا التشكيل العجيب لهيكلية سلطة تسمي نفسها، قسراً «جمهورية»، إلا أنهم لا يملون من تضييع الوقت والجهود، وملاحقة السراب، وإجراء محادثات مع «الرئيس» الإيراني ووزير خارجيته، مع أنهما فعليًا، ليسا سوى مسؤولين من الصف الثالث في إيران، وأحياناً لا يملكان صلاحيات حتى نقل موظف من غرفة إلى أخرى في مكاتبهما، خاصة إذا كان هذا الموظف من موالي الحرس ومخيخه المعبأ بأساطير وهلوسات.* وترمنذ إشراقة الصباححتى خفوت جدايل الشمس في أفق الدهناءيعد أنفاسه، وتلال عزلى، ورمال الكثيبيسبح بموج الآل، وسراب البيدويجنح إلى فيء الواحات..وسامقات الإثل.