القابلية الوحشية.. المجرم الضحية..!
بالأمس تمكنت أجهزة الأمن البحرينية من إحباط هروب مجموعة من المدانين قضائياً بارتكاب جرائم جنائية وأمنية، إلى إيران، وقيل: إن بعضهم قد قتل في مواجهة مع قوات الأمن، وقبل ذلك قتل جندي وأصيب آخر، في بداية الشهر الماضي، في هجوم على سجن «جو» بهدف تهريبهم، وقبل ذلك حوكموا بقضايا عديدة من التفجيرات إلى الشغب والفوضى ومحاولات قلب نظام الحكم، والتعامل مع منظمات إرهابية، وقبل هذا تحولوا من شباب مواطنين أبرياء، لديهم أحلام بمستقبل بهي لهم ولوطنهم، إلى مجموعات دموية فوضوية. ويوجد أيضاً مثل هؤلاء في كل بلد خليجي وعربي وعالمي، تحولوا من مواطنين صالحين إلى «ضحية» تغرير، ثم تطوعوا أن يكونوا أدوات لقوى أجنبية، ثم يصبحون أذرعة لها ويتحولون إلى فوضويين، وإرهابيين وقتلة وخارجين عن القانون، بحجج ذات عناوين براقة وإدعاءات وطنية وحقوقية.وهذه الإدعاءات لم تعد مقبولة، لأن المافيا و«داعش» والحرس الإيراني، وكل المنظمات الإرهابية الأخرى، وكل خلاياها وميلشياتها، تدعي الحقوقية أو الوطنية أو الدينية، وتقدم مشروعاتها الإجرامية على أنها أحلام ملهمة.لكن لماذا يسقط أناس في شباك المنظمات الإرهابية وبراثها، ويتحولون إلى وحوش دموية تخريبية، فيما ينأى آخرون عنها، ويحتفظون بآدميتهم وكرامتهم وحب أوطانهم؟ولماذا يختار شباب حمل السلاح للتعبير عن آرائهم، فيما يستخدم الآخرون عقولهم وأفكارهم؟الفرق هو «العقل» والنفس المطمئنة، فليس لدى أي عميل لداعش، أو لحرس إيران، غيرة وطنية أو دينية أقوى مما عند ملايين الخليجيين والعرب بتنوع ثقافاتهم وأعمارهم ومذاهبهم ومشاربهم، لكن الملايين تملك عقلاً وحكمة وتقارن بين الحق والواجب والمصلحة والجريمة والفتنة وتقاوم المغريات الملغومة.داعش وحرس إيران وحتى المافيات (مثل سحر المخدرات) تصادر، أولاً، إرادة المستهدفين وتغرر بهم وترميهم في شبكاتها، لأنها تعرف مدى قدرتهم الفكرية ونفسياتهم ويسر خداعهم أو تضليلهم أو غسل أدمغتهم، وإمكانية «شحنهم» وزرع السوداويات وتفريغ العاطفة وتغذية الغزيرة الوحشية المتعطشة إلى الانتقام والدم، وإمدادها بحجج واهية، لكن كافية لإعطاء نفس متأزمة مضطربة مبررات وهمية، فيما هذه المنظمات تملك تقنيات ووسائل للإغواء وتلبيس هؤلاء الشباب الخطيئة ورميهم بمراجلها ونيرانها، ثم يتحولون إلى ضحايا ومجرمين في نفس الوقت.* وتركان وليداً بريئاً كصفاء السماوات وعطور الكرومتملأ البهجة قلبه، ويملأ الفضاء سروراً..يكبر، يعبر الحقول الخضر ودوائر النار..تتلقفه الأشباح، وتختطفه..وتملأ قلبه بالسواد..وما ملأت مآقيه الشمس..ولا سيف البحر..إذ هو وقود الخطيبئة وقُوْتها.