عيسى الجوكم

الايرانيون والخروج عن النص

يبدو أن السلوك الإيراني يحمل عنواناً واحداً في كل الاتجاهات وعلى كافة الأصعدة، فما بين القول والفعل بون شاسع مسافته كخطين مستقيمين لا يلتقيان.عرف في السياسة الإيرانية أن الاقوال تخالف الأفعال، فالأول وجه جميل، والثاني الوجه القبيح، وعلى ما يبدو أن الرياضة الإيرانية في سلوكها لا تختلف عن السياسة، وهذه حقيقة أثبتتها مشاركة الأندية الإيرانية في دوري أبطال آسيا.بالأمس في نزال الأهلي السعودي وذوبهان الإيراني في سلطنة عمان الحبيبة، مارس الايرانيون الخروج عن النص للمرة الألف في المنافسات الآسيوية، بحضور الشعارات الدينية والسياسية بشكل مستفز وبعيد عن كل القيم الرياضية، بما يؤكد أن ترك الحبل على الغارب لهم في السنوات الماضية جعل سلوكهم ينتقل من مدرجاتهم في طهران إلى ملاعب الدول الأخرى دون مراعاة البلد المستضيف لهم وليس قوانين ولوائح المنافسات الكروية التي تمنع وتعاقب مثل هذا السلوك الأرعن.لقد بحت أصوات كثيرة، وجفت أحبار مثلها من قبل كل المنصفين والمحايدين في نداءات متكررة للاتحاد الأسيوي لكرة القدم من أجل إيقاف هذه المهازل التي أصبحت عادة سنوية للخروج عن النص من قبل لاعبي وجماهير الأندية الإيرانية، لكن لا حياة لمن تنادي.التساهل إيذاء هذا السلوك من قبل المعنيين بالاتحاد القاري أصبح أمراً غير مقبول البتة، وينبغي للاتحادات الخليجية أن تتخذ موقفا موحدا وصارما تجاه كل التجاوزات الإيرانية، التي وصلت لمحطة يعاقب عليها كل أنظمة ولوائح الفيفا.تكرار المأساة كل موسم في المنافسات الآسيوية، وأيضا تكرار الاعتراضات التي لا تتعدى الصوت في الفضاء والحبر في الورق والحروف والكلمات في مواقع التواصل الاجتماعي، لن جدي نفعا ولن يسمن ولا يغني من جوع، فالمطلوب خطوات عملية لإيقاف هذا السلوك الخارج عن النص.