في انتظار موعدي رقم ١١٤
أكتب هذا المقال وأنا في إدارة من إداراتنا الحكومية أنتظر رقمي في صالة الانتظار، وأمامي حسب الرقم المكتوب على الورقة الصغيرة (١١٤) بعد رقم ( ٨٥) المكتوب على الشاشة: ٢٩ مراجعاً!ليست المشكلة في انتظاري بالصالة على الكراسي الحديدية، فما أنا إلا مواطن يجب أن يلتزم بما يلتزم به إخوانه المواطنون كان المولى في عونهم!وليست المشكلة في التنظيم، بل هو أمر يستحق التقدير والشكر، ويختصر الكثير إذا التزمنا به، بشرط أن يطُبّق على الجميع!المشاكل التي رأيتها أثناء انتظاري في صالة الانتظار، تتمثل فيما يلي:الأشخاص الذين يأخذون ما يأخذه المنتظرون، بل قد يسبقونهم، دون أن تطأ قدم أحدهم سيراميك الإدارة، وقد استغرب البعض عندما رآني منتظراً، رغم أني كنت أستطيع أن أتواصل مع أي موظف من موظفي هذه الإدارة قبلها بيوم، فيأخذ أوراقي وأنا جالس في بيتي، وسلام وتحية على النظام والتنظيم والمنظمين (بفتح الظاء وكسرها)!والمشكلة الأخرى أنك أثناء انتظارك لا يمكن أن تخطئ عينك موظفاً يستقبل مراجعين لم يتوقفوا أبداً في مكان توزيع الأرقام، ثم يأخذ أوراقهم وينهي معاملاتهم بكل هدوء، ليزيد وقت انتظار المنتظر على الكرسي الحديدي! أما ثالثة المشاكل فهي صلاة الموظف، فالصلاة ستزيد وقت الانتظار، لأن الكل سيقيم- الموظف والمراجع- ركن الإسلام الثاني، ولا مشكلة في ذلك فهي اغتنام للوقت وبركة له، فالمشكلة في صلاة الموظف التي تختلف عن غيرها، بأنها بلا نهاية محددة، فلا يدري المراجع متى يعود الموظف، ولو حدد وقت الصلاة بوقت محدد ومعلن، لحقق الراحة للموظف قبل المراجع!بقيت ملاحظة طارئة لكنها هامة: عندما تنظر فيمن حولك تدرك أن تعاملنا مع الوقت يحتاج إلى إعادة نظر، فالمنتظرون ما بين سارح يضرب أخماساً في أسداس، ومشغول بالواتس تشهد بذلك حركة أصابعه التي لا تتوقف!لو كنا نقدر الوقت حقاً لرأيت البعض محتضناً كتابه، والبعض الآخر يتنقل بين المواد المفيدة على اليوتيوب!عن إذنكم جاء موعدي بعد انتظار ساعة ونصف الساعة! ملاحظة: عندما وقفت أمام الموظف جاء من يسلم عليه، ويمازحه دون أن يحمل رقما!.