عبدالله الخالد

صباح الاقتصاد

من المعلوم لدى الكثيرين ان العديد من المنشآت والمرافق العامة، كالطرق السريعة، وخطوط انابيب الزيت، وخطوط الكهرباء، وخطوط السكك الحديدية، لها حرم لا يمكن الاقتراب منه او التجاوز عليه، وذلك حفاظا على سلامة الارواح والممتلكات، وهذا امر تحرص اقسام السلامة في الهيئة العليا للامن الصناعي وأمن الطرق وادارات الامن الصناعي في شركة الكهرباء وارامكو السعودية وجهات اخرى كل الحرص على تطبيقه والتقيد به. ولكن من يعرف (مجمع الكباري) الواقع على طريق الجبيل - الظهران السريع عند مدخل الظهران) يدرك جيدا ان هذا الامر قد غض الطرف عنه اذ ان في زاوية هذا المجمع الحيوي، والذي يعد معلما بارزا من معالم الطرق الحديثة في المنطقة الشرقية، نرى اكواما من الخردة، معدات صناعية قديمة، ومئات السيارات غير الصالحة للاستعمال، وانابيب صدئة من مختلف المقاسات، ومسقفات من الصفيح، كل ذلك تم جمعه داخل شبك لا يبعد الا امتار قليلة عن مجمع الكباري، مما يشوه المنظر الجميل ويعكس صورة سلبية عن مستوى التقدم الحضاري الذي بلغته طرقنا السريعة الحديثة. والادهى والامر انه يهدد ارواح مستخدمي الطرق السريعة المارة بهذا المجمع، في حالة نشوب حريق - لا قدر الله - كما ان الحريق في حال وقوعه سيكون كارثيا وقد يقضي على الكباري المقامة هناك.ومن المفارقات العجيبة ايضا ان خط السكة الحديد الذي يربط بين الدمام والرياض لا يبعد - هو الثاني - سوى امتار قليلة عن تلك الاكوام من الخردة بل يمر بينها، وهذا ايضا فيه تهديد لسلامة الأرواح والممتلكات.واني وغيري نتساءل : كيف تم غض الطرف عن امر كهذا؟ وهل ان مصلحة فرد او مجموعة من الافراد - كائن من كانوا - يمكن ان تغلب على مصلحة المجموع، ويسمح لها ان تهدد ارواح وممتلكات لاتقدر بثمن؟وما دام الشيء يذكر، فلن انسى ان اذكر - للتدليل على التجاوز - ان مصنعا للخرسانة اقيم مقابل ذلك المستودع، على الجانب الثاني من الخط السريع نفسه، وعلى حافة ذلك الخط، مما يعد مخالفة صريحة وتجاوزا لا يمكن اغفاله على حرم الطريق، وهذا المصنع - بالمناسبة - ينفث غباره على الطريق ويعيق الرؤية لمستخدمي ذلك الطريق السريع الحيوي، والذي يسلكه آلاف الناس يوميا.ان مملكتنا الغالية تحث الخطى لبناء نهضة حضارية، شهد لها القاصي والداني، ونحن ما لم نكن مخلصين وجادين للاخذ باسباب تلك النهضة ودفعها الى الامام، فان المسيرة - لا سمح الله - ستتعثر، وسنجد انفسنا بعد حين نراوح في ذات المكان بسبب تجاوزات البعض، وغض النظر من قبل الجهات المعنية عن تلك التجاوزات، بقصد او بغير قصد. فالنظام يجب ان يسري على الجميع، ولا يجب التهاون فيه، خاصة عندما يترتب على الامر اضرار محتملة، بل بالغة الاحتمال لارواح وممتلكات الناس.انه نداء مواطن مخلص اتوجه به للمعنيين بهذا الامر ولجهات الاختصاص للعمل بجدية كبيرة وبتجرد تام للقضاء على تلك التجاوزات قبل فوات الأوان فالدولة - أيدها الله - تضع على رأس أولوياتها الحفاظ على سلامة ارواح وممتلكات المواطنين، وهذا الامر فيه مخالفة صريحة وبالغة لهذه الاولوية. وفي الختام، ادعو الله العلي القدير ان يحفظ هذا البلد العزيز ومواطنيه وكل المقيمين على ارضه الطاهرة الشريفة من كل شر، وان يوفق الجميع الى العمل بما يحبه ويرضاه انه تعالى سميع مجيب الدعاء.