مجالس الشرقية
تحولت مجالس المنطقة الشرقية القديمة والمخصصة للأعيان لمنتديات ثقافية، حيث لا يمر يوم إلا ويكون هناك مجلس مفتوح للجميع سواء بالخبر أو الدمام أو القطيف، ولا أقصد المجالس العائلية، بل أقصد المجالس العامة، التي أصبحت منظمة ببرنامج واضح وخصوصية في الطرح.وأهم مجلس بالمنطقة الشرقية في نظري هو اثنينية إمارة المنطقة الشرقية، وهو مجلس الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، هذا المجلس بمثابة أكاديمية ننهل منها العلم والمعرفة، في كل مجلس نستمع لكلمات في غاية الأهمية من سموه، وفي كل مجلس نتعرف على مبادرة ومشروع طموح، ولجنة أنجزت وتميزت ببرنامج يستحق الإشادة، وتكريم للمبادرات الجميلة التي تخدم المجتمع. وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض المجالس المؤثرة على المجتمع إيجابيا وهي: ديوانية الأطباء في الخبر والتي تقام نهاية كل شهر، وتستضيف نخبة من الأطباء المميزين، ويحضرها جمع من المهتمين بمستجدات الحياة، وكان لي الشرف أن تكون لي محاضرة فيها بعنوان العلاج بالفن.أما غرفة الشرقية فقد أخذت على عاتقها إقامة لقاء شهري نهاية كل شهر ليلتقي رجال الأعمال بعيداً عن الرتم اليومي للعمل، ليلتقوا بمحبة، ويصاحب كل لقاء محاضرة مميزة تخدم المنطقة.أما منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف الذي اعتدنا على حضور أمسياته كل اسبوع، فقد أصبح علامة فارقة في سماء الديوانيات الثقافية، باستضافته شخصيات ملهمة في مجالات مختلفة يحتاجها المجتمع.أما مجلس السبعات بسيهات الذي كان مجلسًا عائليًا في بدايته ليتحول لمنتدى ثقافي مهم، يقوم بالعديد من البرامج الإنسانية خدمة للمجتمع، فهو يُكرم المتفوقين ويحتفي بالصم وذوي الاحتياجات الخاصة، ويستضيف النخب من الإعلاميين والشعراء والفنانين.وهناك العشرات من المجالس (الديوانيات) أو بمسمى المنتديات الثقافية في المنطقة الشرقية، قد تزيد على الستين منتدى ثقافيا، وأظنها تستحق أن يسلط الضوء عليها كمشهد ثقافي في المنطقة، وسوف يكون مشروعي القادم هو توثيقها وتدوينها في كتاب يحفظ سيرتها ونشأتها وتطورها وبرامجها.