النار من أهل الدار
يرسم الواقع الحالي للأندية السعودية صورة مغايرة عن الماضي القريب في صياغة العمل الإداري، ليست النتائج ولا الانتصارات ولا العمل الاحترافي ما يجعلها مستقرة، فهناك عوامل جديدة بدأت تحيك اللعبة. الحرب من الداخل سهم لا يخطئ في جسد إدارات الأندية، وقد تكون رصاصة الرحمة التي تدخلها في دوامة البقاء أو الرحيل.وبمسح بسيط للأندية التي تثار حولها عملية المد والجزر في قضاياها التي تتحول فيها (الحبة إلى قبة) نجد أن الأصل فيها مناوشات من داخل الدار تنبت فيها الأشواك بدل الحلول.هذه الظاهرة لا تخص الأندية الكبيرة، بل إنها زحفت لأندية الظل، فالجميع يتسابق للظهور على حساب ناديه، حتى لو تطلب الأمر من أجل (الشو) أن يتحدث بلسان غير لسانه، ويلبس ثوبا غير ثوبه، ويتحول لمهرج ما دام أن هذا الطريق يوصله للشهرة، ويعزز عناده.المتتبع للمشهد الإداري في الأندية يدرك أن ما يسمى «الحرب الداخلية» المعادلة الأكثر رواجا في العمل الإداري، ويصفها البعض بالجبهات المتكاثرة والخنجر الذي يطعن في الخاصرة، بل هي من تتبنى التحريض على ناديها وفرقها تحت شعار النقد الذي يسبح في الشخصنة في تفاصيلها ومفاصلها إلا ما ندر.انظروا الى اتحاد الأندية، فالوضع مستعر بين اطيافه، وكل طيف يقول (أنا) والإدارة قد تدفع ثمن هذه المواجهات من خلال ما يحدثه الانقسام.المشهد لا يختلف كثيرا في النصر، النقد بمناسبة أو بدون مناسبة يعرقل مسيرة الأصفر ويثبط معنوياته، وكل ذلك يحدث من الداخل، وأعني به الداخل النصراوي إعلاما وجماهير وشرفيين.كل المناوشات الداخلية في الأندية أصبحت سلبية، ولم يعد النقد للإصلاح وتعديل الاعوجاج، فقد وصل لمحطة التشفي وفي بعض الأحيان التحريض والتخريب. القاعدة تقول (كل شيء فوق حده ينقلب ضده) وما يحدث من الجبهات الداخلية للأندية أقرب للضرب من النصح وللفوضى من النقد وللأنا من المجموع.