د. شلاش الضبعان

الأسبوع الميت.. من قتله؟!

الوقت حياة، ولكننا نحن من يقتل هذه الحياة فيجعل الوقت ميتاً بلا روح، أو يجعل الحياة تدب في ثوانيه بجعله عامراً بالإنجاز والعطاء!كنت أعتقد أن بعض المعلمين هم قتلة الأسبوع الأخير والأول، قبل وبعد الإجازات، ولكني اكتشفت أن ولي أمر الطالب شريك في عملية القتل، إن لم يكن هو القاتل الوحيد!والمشكلة أن بعض أولياء الأمور يلقي مسؤولية إراقة بركة الوقت على غيره، رغم أنه هو المتسبب فيها، إما تشجيعاً لابنه على الغياب، أو إقراراً له على فعله، مع أن المنطق يقول: إن الأب كان يجب أن يكون أكثر حرصاً على دراسة ابنه التي فيها بناء مستقبله، ونجاح استثماره، حتى ولو تساهل غيره في ذلك، بل إن عليه أن يسعى في محاسبة المتسببين عن العبث بمستقبل ابنه وتعريضه للمخاطر، لا أن يعينهم على ذلك أو يكتفي بلومهم!دراسات علمية عديدة أثبتت أن الدخل المادي للفرد يزداد بزيادة عدد ساعات الدراسة، ولذلك فدخل خريج الثانوية ليس كدخل خريج الابتدائي، ودخل الجامعي ليس كدخل من دونه في الأغلب، بل وبدقة أكبر فإن مستقبل الجاد في دراسته، والباذل وقته لها، ليس كمستقبل المتلاعب!فكيف بالمستوى الفكري والجدية والانضباط واحترام الوقت؟!في الأسبوع الذي قبل الإجازة وضعت عدداً من المدارس اختباراتها فيه لعله يجبر الطلاب على الانتظام، ومما أثار استغرابي عند زيارتي لإحدى هذه المدارس أن أولياء الأمور والسائقين كانوا يترددون ليخرجوا أبناءهم من المدرسة بإلحاح كبير على قائد المدرسة الذي كان يعتذر بأن هناك اختبارا! فكان السؤال: متى ينتهي الاختبار؟!يجب أن يدرك كل أب مسؤولياته تجاه أبنائه، فيكون مستقلاً في قراراته التربوية وألا يتابع الآخرين فيفعل ما فعلوا!، وعليه أيضاً أن يراهن على رضا صغاره وامتنانهم عندما تنضج عقولهم، ويدركوا مصلحتهم بصورة أكبر، فكم من ابن عندما رأى الفرص تتفلت من أمامه، تمنى لو أن أباه كان أكثر حزماً معه، وكم من صغير كان يشتكي من شدة والديه، وعندما كبر عرف فضل ما قدماه له!والسعيد من وعظ بغيره، بينما الشقي من وعظ بنفسه!