خولة مرتضوي

الخروج للداخل.. سنابوليا!

(مرحبا سناب جات!) هي الجملة الاستهلالية في أغلب المقاطع المرفوعة على تطبيق «سناب جات» الأمريكي الاصل المتاح عبر الاجهزة الذكية الجديدة من هواتف ومسطحات الكترونية، حيث اجتاح البرنامج وقفز في عدد مستخدميه الى عدد فاق التوقعات، فهو ليس البرنامج الأول من نوعه والذي تقوم فكرته على التقاط الصور وتسجيل الفيديو وإضافة نص ورسومات وإرسالها إلى قائمة التحكم من المتلقين، ان الإقبال عليه اصبح امرا ملحوظا ففي الوقت الذي زادت فيه شعبية برامج الاستلر والانستغرام والكيك، زادت فيه كذلك شعبيه «السناب جات» وبالأخص في عالمنا العربي. للأسف الشديد ان نظرة سريعة وعروجا مباشرا على صفحات عدد عشوائي من مستخدمي البرنامج في محيطنا العربي تجد اننا ما زلنا نعاني «سوءا» في استخدام التقنيات الحديثة، فان هذه المواقع الاجتماعية الخاصة برفع المقاطع كانت منذ البداية تهدف الى عرض فيديوهات شخصية يقوم المستخدم بالتقاطها لمواضيع جماهيرية هامة او مشاكل مغمورة يكشفها للعلن او أي من اوجه الفائدة او التعلم او حتى التسلية «المعقولة»، لكن الاستخدام الاغلب لمرتادينا العرب للبرنامج بالطبع يدخل في باب التسلية والتسخيف غير المعقول.إن مشاركة عدد من الاسماء اللامعة لمشاهير الطرب والفن في هذا البرنامج زادت من شهرته وقفزت الاعداد المشاركة في الموقع الى «ملايين» حيث يتم استخدام هذا الموقع لتسليط الضوء على جوانب شخصية من حياة الفنانين والمشاهير «بشكل عام» تؤدي كما تقوم غيره من المواقع الى زيادة القاعدة الجماهيرية لهذا وذلك من خلال ادخال الجمهور الى مساحات خاصة من حياة اي منهم عن طريق الصور والمقولات او حتى مقاطع الفيديو المرفوعة عن كل منهم في هذه المواقع.الموقع الذي تأسس قبل أكثر من عام، بدأ بالانتشار بشكل كبير جدا، وبعد تبني كثير من المؤثرين وأصحاب الحسابات النشطة في تويتر لهذا الموقع وربط حساباتهم الاجتماعية به، انتشر مصطلح (#سنابه) وترمز إلى تدوينه مرئية مختصرة باستخدام تطبيق سناب جات وتداول كثير من المستخدمين سناباتهم عبر صفحاتهم على الفيس بوك وتويتر، وفكرة الموقع بسيطة جدا وتقوم على فكرة التدوين المرئي، ومن ثم إتاحتها (بعد حفظها). وفقا لسناب جات فقد وصل عدد المستخدمين الناشطين شهريا إلى أكثر من 100 مليون مستخدم، ووصل سناب جات إلى 700 مليون صورة ومقطع فيديو يتم رفعها على التطبيق بشكل يومي، مؤخرا، قُدرت قيمة الشركة بمبلغ 10 مليارات دولار أمريكي.في الحقيقة يجب اعاده النظر «فرديا» للفائدة التي نتوخاها من استخدام التطبيقات الاجتماعية على شبكة الانترنت، فبعيدا عن مبدأ الرقابة الذاتية الهامة يطرح هذا التساؤل بإلحاح، ما الجدوى من ان اغذي هذا الموقع بشكل دوري او حتى متقطع بمقاطع قد تحتوي على ألفاظ نابية تدل على عدم وعي متلفظها او حتى لمقاطع تشوه مجتمعنا.***لكل قاعدة «شواذ» والمقال لا يتحدث عن كل المقاطع المرفوعة على التطبيق بل على «الأغلب منها»!